العساكر الأناظولية المنصورة ، أدام الله بهجة الدنيا ببهجة سلطانه ، ووالى تمهيد ربوعه وتشييد أركانه ، وضاعف السعد في أمره وشأنه ، قد اعتنى بأمري غاية العنية ، وحصل منه كل تعظيم ورعاية ، وقررني في تدريس حسن جليل نفيس ، ابتداء منه من غير سؤال ، ولا طلب ولا التماس بحال ، هذا مع نزر اجتماعي عليه وعدم ملازمتي له [١٤٣ أ] وقلّة ترددي إليه ، وإنّما كان كلام الباشا معه بسببي وتحريضه عليه بما يتعلق بي بسبب كتابة براءات بتجديد ما بيدي من الجهات وشؤون أخرى لا تبرز ، وقد انقضى كل منها بحمد الله وتنجز (١).
ومنهم قاضي قضاة المسلمين وأولى ولاة الموحدين ، وينبوع العلم واليقين ، العادل العدل في أحكامه ، والجزل في إقدامه ، والمراقب لله في فعله وكلامه ، عين إنسان الزمان ، وإنسان عين البيان ، قاضي القسطنطينيّة سعدي بن عيسى بن أمير خان (٢) ، ما قرن به فاضل في الرّوم إلّا رجحه ، ولا ألقي إليه مبهم من العلم إلّا كشفه وأوضحه ، له صادقات عزائم ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، إلى عفّة ونزاهة وإيابة ، وهمّة عليّة وصيانة ، وطلاقة وجه وبشرة ، وناء جميل يتضوّع نشره ، مع خلق وضيّ وخلق رضي :
يقابلني له خلق وضي |
|
لصدق بشره خلق رضي (٣) |
مع إجلال [١٤٣ ب] وتعظيم ، ومبالغة في التكريم ، واعتراف بالفضل الجسيم ، عامله الله بفضله ولطفه العميم (٤).
__________________
(١) سقطت هذه الترجمة من (م) و (ع).
(٢) توفي سنة ٩٤٥ ه وترجمته في الكواكب السائرة ٢ : ٢٣٦ ـ وفيه : عيسى بن أمير خان المعروف بسعدي جلبي ، والشقائق النعمانية ٢٦٥ وفيه : سعد الله بن عيسى ، وشذرات الذهب ١٠ : ٣٧٣ وفيه : عيسى بن أمير خان.
(٣) البيت في تاج المفرق ١ : ١٧٧.
(٤) سقطت هذه الترجمة من (م) و (ع).