ببيته (١) ببلدة أزنكميد في عيش رغيد ، وإكرام ما عليه من مزيد ، كما تقدّم ذكر ذلك مع ما اتفق لنا هنالك ، وقد أخذ عنّي وسمع منّي وقرأ عليّ حديث رؤيا النبي صلىاللهعليهوسلم الملكين وإسرائهما به ، ورؤيته لإبراهيم الخليل عليهالسلام ، ومالك خازن النار عليهالسلام ، وأصحاب التنور ، والسابح في البحر ، وما مع ذلك الحديث المشهور بطوله وبعض كتابي «الزبدة في شرح البردة» وبعض شرحي المنظوم على «الألفية» وغير ذلك ، واستجازني بما يجوز لي وعنّي روايته له ولأولاده الثلاثة عبد الكريم المراهق وعبد اللطيف السداسي وعبد المطلب الثلاثي ، ثم اجتمع بي في القسطنطينية عند رحلته إليها للملازمة ، والله تعالى يرزقنا وإياه حسن الخاتمة بمنه [١٤٦ ب] وكرمه آمين.
ومنهم الشيخ الجليل الكبير النبيل المتخشع الخاضع المتواضع الشهير (٢) بالدين والخير ، السائر بين أمثاله أحسن سير ، شيخ محمد المتولّي بعمارة (٣) السّلطان سليم خان ، تغمّده الله بالرحمة والرضوان ، وهو قرابة شيخ كمال ناظر النظّار بالشّام كان ، سلمّ مرّات متواضعا وملتمسا للبركة والدعاء ، وأضافني إلى منزله واحتفل فيما هيئه من مأكله ، وأحضر ابنه وولديّ كمال (٤) وهما محمد وجمال للسلام عليّ والمثول بين يدي ، والله تعالى يصلح الأحوال ويوفّقنا لما يحب في الحال والمال بمنه وكرمه آمين.
ومنهم الشيخ العالم ، المواظب على الخير والملازم ، العالم الأريب ، البليغ الأديب ، الفصيح الخطيب ، المتولّي خطابة العمارة المذكورة ، وخوجا باش الينكجرية المنصورة ، رجل لطيف الذات ، كامل الأذوات ، مشتهر بعلمه وفضله ، ذو رغبة في الخير وأهله ، وبيني وبينه أكدّ صحبة [١٤٧ أ] وأشد محبّة ، والله تعالى يعاملنا وإياه والمسلمين بخفي لطفه ووفي كرمه آمين.
ومنهم الشيخ الأمجد ، والفاضل الأوحد ، والحافظ للقرآن المجيد ، والمقرئ بالإتقان
__________________
(١) وردت في (ع) مصحّفة : «سنة».
(٢) وردت في (م): «المشتهر».
(٣) وردت في (ع): «بعهد».
(٤) وردت في (ع): «واحضر ولديّ ابنه كمال ...» والصواب ما أثبتناه.