والتجويد ، يوسف سنان جلبي بن عبد الله ، سار محفل (١) بعمارة السّلطان سليم شاه المشار إليها أعلاه. رجل مشتهر بالديانة والعفّة والأمانة والقراءة الحسنة والطريقة المستحسنة ، محب لنا مصافي ، مكافيء بالخير وموافي. في غاية اللطف والحسن (٢) والمروءة وعلو الهمّة ، والله تعالى يغمرنا وإياه والمسلمين بالمغفرة والرحمة آمين.
ومنهم الشيخ العلّامة ، والقدوة الفهّامة المشهور بالفضل (٣) ، والمشتهر بالعلم والعقل ، البالغ في فضائله الثريّا ، والراقي في فضائله مقاما عليّا ، الشيخ شمس الدّين محمد المصريّ (٤) الشهير بمهيّا ، حضر لديّ وسلّم عليّ وتودّد في سلامه ، وتلطّف في مخاطبته وكلامه ، والله تعالى يبلغنا وإياه [١٤٧ ب] والمسلمين الأمل ، ويوفقنا للإخلاص في القول والعمل آمين.
ومنهم القاضي المشهور بالعدل ، المنسوب للعلم والفضل ، ذو الهمّة العليّة الرفيعة ، والفكرة المطبيعة والطبيعة ، المشتهر بحسن الطوية ، عبد الصمد قاضي الزاوية كان ثم شيخ الأشرفيّة ، وقع بيننا وبينه مجالسات ومباحثات ومؤانسات وتذكرت هنا قول بعضهم : [من الخفيف]
ورقيع أراد أن يعرف النحو |
|
بزي العناد لا المستفتي |
قال لي : لست تعرف النحو مثلي |
|
قلت : سلني عنه أجب في الوقت |
قال : ما المبتدا وما الخبر المجرور |
|
أخبر ، فقلت : تنقم يف وعذت |
__________________
(١) لم نهتد إلى معرفة معنى هذا المصطلح العثماني ولعله يرتبط بوظيفة كالتشريفات أو الحجابة. وعند شمس الدّين سامي (قاموس تركي : ١٣٠٢): «المحفل : المقصورة ، المحل المخصص للسّلطان داخل الجامع الشريف».
(٢) وردت في (ع): «والحشم».
(٣) وردت في (ع): «المنسوب للفضل».
(٤) وردت في (ع): «المطري» وهو في الكواكب السائرة (٢ : ٢٥٢) مهيا بن محمد المصري.