أذكّر بالبقيا عليهم سفاهة |
|
وبقياي أفّي جاهد غير مؤتلي |
فلا يدعني قومي لزيد بن مالك |
|
لئن لم أعجّل ضربة أو أعجّل |
أتختم علينا كلكل الحرب مرة |
|
ونحن منيخوها عليكم بكلكل |
وله (١) :
وإنّي وإن ظنّ الرجال ظنونهم |
|
على صير أمر لم تخالج مصادره |
وأقسم لا أنسى زيادة مرّة |
|
من الدهر إلّا ريثما أنا ذاكره |
صير أمر عزيمة ، ولم تخالج مصادره : أي لم تختلف ، ولم أرد غيره.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٢) :
وأما خنبس بكسر الخاء المعجمة وكسر الباء : زيادة بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن قرّة بن خنبس الشاعر ، وأخوه الذي قتله هدبة بن خشرم بن كرز بن أبي حية بن الأسحم (٣) بن عامر بن ثعلبة بن قرّة بن خنبس.
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأموي (٤) حدثني محمّد بن العبّاس اليزيدي قال [حدثنا] عيسى (٥) بن إسماعيل العتكي تينة ، نا خلف بن المثنى الحداني ، عن أبي عمرو المديني في خبر ذكره ، قال :
فلم يزل هدبة يطلب غرّة زياد حتى أصابه فبيّته فقتله ، وتنحّى مخافة السلطان ، وعلى المدينة يومئذ سعيد بن العاص ، فأرسل إلى عمّ هدبة وأهله فحبسهم بالمدينة ، فلما بلغ هدبة ذلك أقبل حتى أمكن من نفسه ، وتخلّص عمه وأهله ، فلم يزل محبوسا حتى شخص عبد الرّحمن بن زيد أخو زيادة إلى معاوية فأورد كتابا إلى سعيد بأن يقيد منه إذا قامت البيّنة ، فأقامها فمشت عذرة إلى عبد الرّحمن فسألوه قبول الدية (٦) فامتنع ، وقال (٧) :
أنختم علينا كلكل الحرب مرّة |
|
فنحن منيخوها عليكم بكلكل |
فلا يدعني قومي لزيد بن مالك |
|
لئن لم أعجّل ضربة أو أعجل |
أبعد الذي بالنّعف نعف محسّر (٨) |
|
رهينة رمس ذي تراب وجندل |
__________________
(١) في المطبوعة : وله أيضا.
(٢) الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٤٣ ـ ٣٤٤.
(٣) عن م وبالأصل : الأشج.
(٤) الخبر في الأغاني ٢١ / ٢٥٥ و ٢٦٢ ـ ٢٦٣.
(٥) عن م والأغاني وبالأصل : «عمر» والزيادة السابقة عن الأغاني.
(٦) عن م والأغاني ، وبالأصل : البينة.
(٧) الأبيات في الأغاني ٢١ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣.
(٨) كذا بالأصل وم وفي الأغاني : كويكب. ومحسر : وادغ يجمع.