٣٨٣٠ ـ عبد الرّحمن بن شبيب الفزاري
كان بدمشق عينا (١) لعلي بن أبي طالب ، له ذكر في الأخبار.
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن الضحاك ، عن أبيه (٢).
أن ابن غزيّة الأنصاري ثم النّجّاري قدم على علي بن أبي طلب من مصر ، وقدم عبد الرّحمن بن شبيب الفزاري عليه من الشام ، وكان عينه بها ، فأمّا الأنصاري فكان مع محمّد بن أبي بكر ، فحدّثه بما رأى وعاين من هلاك محمّد بن أبي بكر ، وحدثه الفزاري أنه لم يخرج من الشام حتى قدمت البشراء (٣) من قبل عمرو بن العاص تترى ، يتبع بعضها بعضا بفتح مصر ، وقتل محمّد بن أبي بكر حتى أذّن معاوية بقتله على المنبر ، وقال له : ما رأيت يا أمير المؤمنين قوما قط أسرّ ، ولا سرور قوم قط أظهر من شيء رأيته بالشام حتى أتاهم هلاك محمّد بن أبي بكر ، فقال له علي : أما إن حزننا على قتله على قدر سرورهم به ، لا بل يزيد أضعافا ، وحزن على على محمّد بن أبي بكر حزنا رئي في وجهه وتبين فيه.
وقام في الناس ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : ألا إن مصر أصبحت قد افتتحت ، ألا وإن محمّد بن أبي بكر قد أصيب ، رحمهالله ، وعند الله نحتسبه ، أما والله إن كان ـ ما علمت ـ لممّن ينتظر (٤) القضاء ، ويعمل للجزاء ، ويبغض شكل الفاجر ، ويحب هدى المؤمن ، والله ما ألوم نفسي في تقصير ، ولا عجز ، إني بمقاساة الأمور (٥) الحروب لجدّ خبير ، وإنّي لأتقدم في الأمر فأعرف وجه الحزم ، فأقول فيكم بالرأي المصيب ، فأستصرخ معلنا ، وأناديكم نداء المستغيث ، لا تسمعون لي قولا ، ولا تطيعون لي أمرا ، حتى تصيّرني (٦) الأمور إلى عواقب المساءة ، وأنتم اليوم لا تدرك بكم الأوتار ، ولا يشفى بكم الغل (٧) دعوتكم إلى غياث
__________________
(١) رسمها واعجامها مضطربان بالأصل وم ، وقد تقرأ «عبدا» والمثبت عن المطبوعة والمختصر ١٤ / ٢٦٥.
(٢) راجع الخبر في تاريخ الطبري ٥ / ١٠٨.
(٣) بالأصل وم : البشرى ، والمثبت عن تاريخ الطبري.
(٤) عن م وبالأصل : ينظر.
(٥) «الأمور» ليست في م والمطبوعة.
(٦) كذا بالأصل وم ، وفي الطبري المطبوعة : «تصير بي».
(٧) الأصل : «العلا» والمثبت عن م ، وفي الطبري : فأنتم القوم لا يدرك بكم الثأر ، ولا تنقض بكم الأوتار.