(مخ ورقة ٥٤ ب) «فهو الآن بحران» ، غير انه قال في الصفحة التالية «بلغتني وفاته بحران سنة ٦١٢» ، وقال مثل ذلك عن علي ابن الهروي (مخ ورقة ٦٥ أ) وانه رحل الى حلب عند سلطانها «فهو مقيم الى الآن عنده» ، ثم قال في الصفحة نفسها. بلغني انه توفي بحلب في سنة ٦١١. وقال عن ابراهيم ابن البرني (مخ ورقة ٧ أب) «فهو الآن مقيم بسنجار» ، غير أنه ذكر بعد ذلك (مخ ورقة ٦٨ ب) انه توفي بالموصل سنة ٦٢٢. وقال عن راجية بنت محمد «وهي باقية الى آخر شهر رمضان سنة ٦١٥» ثم ذكر بعد ذلك مباشرة وفاتها في سنة ٦٢٢ (مخ ورقة ١١٣ أ). وهذه الأمثلة تدل ـ بلا ريب ـ على ان المعلومات كانت ترد الى المؤلف تباعا فيضيفها الى ما سبق وكتبه على امل ان يراجعها في يوم الايام وينسقها ، ولكن الظروف لم تسمح له بتنسيقها وحذف ما لا ضرورة لا ثباته وتصحيح ما ينبغي تصحيحه.
ولعل من المفيد هنا ان اضيف مثالا آخر على عدم الانسجام ، ان المؤلف ذكر كتابا من تأليف عيسى بن لل وانه بخطه ثم عاد وذكر بان ذلك الكتاب هو من تصنيف ابن شبانة (مخ ورقة ١٣١ أو ١٣٣ أ) دون ان يفطن الى هذا التناقض.
لقد بينت في دراستي لتاريخ اربل (انظر الاطروحة) بان آخر اشارة مؤرخة في الكتاب كانت في سنة ٦٣١ ه ، وهذا يعني بان الكتاب وضع بشكله الحالي في تلك السنة او بعدها ، اي انه تم بعد وفاة كوكبوري بسنة على الاقل. ولكن المؤلف كان يدعو لكوكبوري بعبارات الدعاء للاحياء كقوله «ادام الله سلطانه» وما أشبه ، ولم يترحم عليه مطلقا. ويمكننا ان نقول مثل ذلك عن الخليفة الناصر المتوفى سنة ٦٢٢ ه ، اذ دعا له في موضعين بعبارة