وطيب عيشها ، ونسيمها ، وما قيل فيها من الأشعار ، وما جاء فيها من الأخبار والآثار ، وما ذكرها الله تعالى به في القرآن الكريم ، وذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم لها ، وأمره ببناء مسجدها وجبّانتها ، وما جاء في ذلك من الفضل ، وذكر من عمل ذلك وبدء ذلك ، وقدوم عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام إلى صنعاء ، ومصلّاه بها ، وذكر من قدمها من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وذكر ولاتها وفضل أهلها الذين كانوا فيها من رواة العلم وأهل الدين والحلم والزهد والورع من المحدثين والأئمة الفضلاء ، وذكر مسجد صنعاء ومسجد الجند ... وذكر فضل اليمن ....».
وواضح من هذا العرض الذي يقدمه المؤلف لمحتويات كتابه أنه أراده أن يكون سجلا وافيا بكل ما يتعلق بصنعاء بشكل خاص وباليمن عموما.
وأود أن أسجل بعض الملاحظات التي بدت لي من خلال قراءتي لملازم هذا الكتاب حين كان يزودني بها صديقاي المحققان أثناء طباعتها :
أولا : في الكتاب أخبار لا بد للباحث أن يتوقف عندها وأن يضع حولها بعض علامات الاستفهام ؛ فمن ذلك مثلا حديثه في الصفحة (٩٠) عن دخول عيسى بن مريم إلى صنعاء وصلاته في موضع الكنيسة واتخاذ النصارى الكنيسة بصنعاء على أثر مصلاه ، وقوله : «إن هذه الكنيسة في وقتنا هذا خربة» ويحدد بعد ذلك موقعها وأنه أدرك «عقودا كثيرة كانت باقية إلى سنة تسعين وثلاث مئة».
إن وجود آثار كنيسة خربة في صنعاء ليس من الأمور المستغربة ، ولكن أمر دخول عيسى إلى صنعاء وصلاته فيها واتخاذ النصارى الكنيسة على أثر مصلاه من الأمور التي تحتاج إلى تدقيق وتمحيص ليس فيما نملك من معلومات ما يساعد على قبوله ، وكل ما هو معروف حتى الآن أن المسيحية دخلت إلى اليمن زمن