عمر بن الخطاب من تنظيمات في ميدان الإدارة وتقسيم الغنائم وفرض العطاء ، وما نال الناس على طبقاتهم من وارداتهم من بيت المال (ص ١٠٦ ـ ١١١) ، كما يولي فترة عصر الرسول الكريم ، وأخبار صحابته شيئا كثيرا من العناية (ص ١٩٤ وما بعدها) وهو فيما يورد من أخبار تتعلق بهذه الفترة ينقل عمن سبقه في هذا الميدان ، وقد قمت ببعض المقارنات بين ما وجدته عنده من أخبار وبين ما يرد حول هذه الموضوعات في الأمهات المعتمدة فوجدته أمينا فيما ينقل ، وقد تقع له إضافة فيوردها على ذمة راويها.
ثالثا : وإذا جئنا إلى ما ينفرد به عمن سواه من المؤلفين ، وهو تاريخ صنعاء واليمن عموما لوجدناه يهتم بالتاريخ السياسي والإداري والحضاري والعمراني لليمن منذ عصر الرسول وحتى خلافة بني العباس ، ورغم أنه في هذا الباب لا يدخل في التفاصيل ، بل يلتزم جانب العموميات فإنه يولي اهتماما خاصا ببعض الأمور اليمنية الصرفة كأخبار الأبناء الذين هم بضاعة يمنية خالصة ؛ انظر (ص ١٢٨).
ونراه يتتبع أخبار صنعاء منذ عهد الرسول ، ويبحث أمر بناء مسجدها الأول وبعث أبان بن سعيد ، وما بني فيها بعد ذلك من مساجد حتى يصل إلى ذكر المساجد التي عمرها الأصفهاني بصنعاء عام ٤٠٧ ه. ويذكر سدود اليمن وأنهارها وجبالها ، وما يكاد يخلص من المسح الجغرافي والعمراني لليمن منذ القديم وحتى عصره حتى ينتقل للحديث عن الوجه الفكري والثقافي لليمن فيذكر أئمة أهل صنعاء في القراءة والصلاة في أول الإسلام (ص ٣٣٣ وما بعدها) ، ثم يذكر الطبقة الأولى من العلماء والزهاد وعلماء أهل صنعاء واليمن ومن كان بها منهم ويخص طاوس بن كيسان الفقيه اليماني الشهير المتوفى زمن خلافة هشام بن عبد الملك بحديث مطول جدا ، فيه شرح مفصل لأخباره وأمثلة على علوّ كعبه في العلم والفقه والحديث.