ادخل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم واعتذر إليه ، ففعل (١) فرضي عنه ، واستعمله على صنعاء ، فسار حتى بلغ أدنى اليمن ثم أخبر أن الأسود العنسي الكذاب قد غلب على صنعاء فرجع إلى المدينة فلم يزل الأسود مقيما بصنعاء حتى قتله قيس بن مكشوح المرادي وداذويه بن هرمز وفيروز الدّيلمي ، فيروى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث وبر بن يحنّس الكلبي (٢) إلى صنعاء فنزل في كنيسة صنعاء عند بابها وقد مات باذان الفارسي ، واستخلف داذويه على صنعاء ، وكان ابن أخيه فلما قدم وبر بن يحنّس أنزله داذويه عند باب صنعاء الذي يلي قبليها. قال : ولمّا قتل قيس وداذويه وفيروز الأسود الكذاب (٣) بعثوا برأسه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فكتب إلى وبر يبني حائط باذان مسجدا ويجعله من الصخرة إلى موضع جدره ، ويستقبل بقبلته ضينا ، وهو جبل مرمل ، فهذا ما روي ؛ فمنهم من يقول : إن وبرا ألقى إليهم هذه الصفة من النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأن أبانا أسس المسجد على الصفة ، ومنهم من قال : بناه المهاجر ، ومنهم من قال : بناه فروة والله أعلم بذلك ، وكل هؤلاء [دخلوا صنعاء](٤) فيما روي في أيام رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
عبد الرزاق ، عبد الله بن عمرو بن مسلم عن أبيه ، قال : سمعت طاوسا يقول : بعث رسول الله / صلىاللهعليهوسلم فروة بن مسيك المرادي يبني مسجد صنعاء ، فبناه من قبل مسجد الجند بخمسة أشهر ، وروى طاوس أن مسجد صنعاء اليمن جاء إلى بيت الله الحرام فقال : يا بيت الله اشفع لي ألا يدخلني الله النار ، فقال : فكيف أشفع لك وأنت الذي أمر بك رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن تبنى ما بين الصخرة الحمراء ـ أو قال : الصفراء ـ إلى غربي غمدان ، وذكر الحديث.
__________________
(١) ليست في : حد ، صف.
(٢) حد ، صف ، مب : «فقدم إلى».
(٣) ليست في مب.
(٤) من سائر النسخ.