صنعاء ، وكانت مساكن ولاة من يرد من العراق وحاشيتهم ممن يقدم (١) مع أولئك الولاة مع من كان يسكنها من التجار / والأغنياء وأهل الثروة واليسار. فكان إذا كان يوم الأضحى أو الفطر أمروا عبيدهم وإماءهم فكنس كل رجل منهم ساحة باب داره ورشوها بالماء فيصير الموضع كله نظيفا مرشوشا بالماء ، ويبسطون حصر السامان (٢) ويجعلون على كل باب وفنائه (٣) تلك الحصر المعروفة بحصر السامان والزلالي (٤) الرومي والطرسوسي والأرمني من الأحمر وغيره (من الأرجوان ، ويطرحون الريحان وغيره) (٥) من الأزهار الطيبة والأنوار العبقة ويرشونها بالماورد الكثير (٦) والكافور ، ويجعلون المقاطر الصفر (٧) الكبيرة بين تلك الأفنية ويطرحون عليها من العود الرطب وغيره من الند المتغالي في ثمنه وصنعته فيبخرون الموضع كله مع المصلى من صلاة الفجر إلى انصراف الإمام والناس من صلاة العيد ، ويجعلون على كل باب من تلك الأبواب كيزان الماء الجدد قد برّد ليشرب الناس ، وكان ظل المصلى والجبانة ظلا ممدودا من تلك الدور الشارعة من يمين وشمال من علو سمكها (٨) وارتفاع بنيانها. وكانوا يصلون صلاة العتمة في الجماعة (٩) في الجبانة آخر من يصلي في البلد كله ، وكانوا يؤمرون بتأخير صلاة العتمة لأن يتمكن من (١٠) داخل البلد ، ويقضي من كان له حاجة من خوف سرعة
__________________
(١) بقية النسخ : «يفد».
(٢) السام : الخيزران (المحيط) ، ولعل هذه الحصر تصنع من قش الخيزران.
(٣) ليست في صف.
(٤) مفردها زلية بالكسر وهي البساط (المحيط).
(٥) ما بين القوسين ساقط في س.
(٦) ليست في حد.
(٧) المقاطر الصفر : مفردها مقطرة ، وهي الجمرة من النحاس (المحيط).
(٨) سمكها : مفردها السمك ، وهو السقف أو من أعلى البيت إلى أسفله (المحيط).
(٩) ليست في مب.
(١٠) بدلها في حد ، صف ، مب : «الناس في».