خروج العسس (١) لأن لا يقع أحد في أيديهم مفاجأة ، وكانوا قد اتخذوا حلقا من الصفر على تمثال صورة ثور مجوف ؛ على كل باب من تلك الأبواب حلقة صفر على هذا التمثال إذا ضرب بحلقة منها كان لها صوت ودوي شديد. وكانوا إذا قضوا صلاتهم ، أعني صلاة العتمة ، ضرب كل رجل منهم باب داره ضربة واحدة فيسمع أقصى أهل البلد وأدناهم صوت تلك الحلق إذا قرعوا أبوابهم فيعلمون أن أهل الجبانة قد قضوا صلاتهم ودخلوا منازلهم فيشمر أهل البلد إلى منازلهم خوفا من العسس (٢) فكانت تلك علامة (٣) لأهل البلد.
وكانت تسمى جبانة بني جريش (٤) يعني جريش بن غزوان فيقال : إنهم كانوا من أهل خراسان وكانوا أغنياء. يقال : إنه كان في أيدي بني غزوان أربع مئة ألف دينار.
وروي أن بعض الولاة بصنعاء / كان له جارية وكانت (٥) حظية عنده وكانت من القيان ، وأنه خوطب في أمرها ؛ خاطبه بعض ولاة زبيد فكبر على ذلك الوالي مسألته فوجه بها إليه فأشخصت إلى الوالي بزبيد فأكرمت ورفعت منزلتها ، فلما كان يوم عيد إما أضحى وإما فطر ذكرت ما كانت فيه بصنعاء وذكرت يوم العيد بصنعاء وطيب (٦) جبانتها وما كان بها من الحسن والزينة فقالت في ذلك أبياتا منها (أنشدنيها رجل من أهل العشة) (٧) :
__________________
(١) حد ، صف ، مب : «العاس».
(٢) صف ، حد ، س : «خوفا من خشية العاس».
(٣) حد : «عادة».
(٤) حد ، صف ، مب : «الجريش».
(٥) ليست في : حد ، صف ، مب.
(٦) سقطت في مب.
(٧) ما بين القوسين ليس في س.