وعدوا مساكين ربع / صنعاء فبلغوا (١) سبعين ألف مسكين وذلك في خلافة هارون الرشيد أمير المؤمنين (٢) سنة سبعين ومئة ، وكانت مدة دولته ثلاثا وعشرين سنة وشهرين وسبعة عشر يوما (٣) فوجه إلى صنعاء ولاة فكان فيمن وجه من الأمراء إلى صنعاء محمد بن خالد البرمكي وذلك سنة ثلاث وثمانين ومئة ، فبنى بصنعاء دار البرامكة التي كانت تعرف بعد (٤) بدار الضرب بصنعاء ، وكانت هذه الدار في الموضع الذي يقال له سوق التبانين ، وكانت لها أبواب بالعقود الكبار وكانت دارا واسعة (٥) وكانت الناحية كلها دورا له ، وقد بقي من عقود دار الضرب عقدان إلى سنة سبع وأربع مئة ، وأحدث مسجدا بناه أرحب الخراز ، وكانت قبل ذلك مدقّا يدقّ فيها الجص ، ثم عاد مسجدا وضع جنبه سقاية ، وصارت الدار صافية يأخذها الولاة ؛ وذلك أن فيها دارا (٦) وحوانيت ، فلمّا تعطلت صنعاء من ذلك أحدث هذا المسجد والسقاية في دار محمد بن خالد هذا ، وهو الذي أحدث الغيل الذي بصنعاء اليوم ويعرف بغيل البرمكي وهو نهر بصنعاء منفعته ظاهرة بها ، لا يستغنون عنها لغسل ثيابهم ، وكانت صدقته يتأدى بها إليهم ويصلح بها سبلهم إلى مكة.
قال ابن عبد الوارث الصنعاني : إن محمد بن خالد هذا أخ ليحيى بن خالد وكان محمد بن خالد هذا أعرج وهو (٧) محمد ويحيى ابنا برمك ، وكان محمد بن خالد
__________________
(١) ليست في حد.
(٢) «أمير المؤمنين» ليست في : حد ، صف.
(٣) الأصل با ، س : «شهرا وسبعة أيام» ، حد : «شهرين وسبعة أيام» وما أثبتناه من صف ، مب ، وهو الصحيح فقد كانت خلافة الرشيد من ١٦ ربيع الأول سنة ١٧٠ ه حتى توفي في ٣ جمادى الآخرة سنة ١٩٣ ه.
(٤) ليست في : حد ، صف.
(٥) «وكانت دارا واسعة» ساقطة في حد.
(٦) حد ، صف : «دورا».
(٧) كذا الأصول.