هذا فيما بلغني لا بأس به هو أحدث غيل صنعاء وسبله وجمع الناس حتى أشهد فيه وحلف بالله تعالى أنه ما أنفق فيه من مال السلطان شيئا وما أنفق فيه إلا شيئا حلالا ، وكان إذا خرج إلى صلاة الجمعة أخذ معه من الدراهم القفلة فيضعها (١) في كمه فلا يزال يتصدق بتلك الدراهم حتى يبلغ المسجد ، وبلغني أنه خرج يوما يطلب النزهة إلى بعض بادية صنعاء فتلقاه أهل البادية ، فلمّا رآهم وعليهم (٢) السّمال قال : ما أكثر هؤلاء السؤال ؛ أطعموهم وتصدقوا عليهم حسبهم سؤالا ، فقيل له إن هؤلاء الذين يأخذ الجباية منهم أهل (٣) الضياع ، فقال : لا يحل لأحد أن يأخذ من هؤلاء (٤) شيئا ، فلم يأخذ منهم وتركهم ، ثم خرج من صنعاء (ونزل على يحصب فأقام سنة ثم عزل وكانت إقامته وهو يجبي / المخلافين جميعا صنعاء) (٥) والجند وبنى (٦) محمد بن خالد بن برمك بصنعاء (٧) مسجدا عند دار الضرب وهو المسجد الذي يعرف اليوم (٨) بمسجد سوق اللساسين ، ثم عزل محمد بن خالد بن برمك وولي حماد البربري ، وكان القاضي يومئذ ، هشام بن يوسف الصنعاني الأبناوي (٩) ؛ وكانت ولاية محمد بن خالد (١٠) وعمله الغيل بصنعاء في سنة ثلاث وثمانين ومئة ، ثم عزل وولي حماد المذكور (١١) مولى أمير المؤمنين (١٢) هارون
__________________
(١) حد ، صف ، مب : «فوضعها».
(٢) حد ، صف ، مب : «ورأى عليهم».
(٣) حد ، صف : «أصحاب».
(٤) مب : «منهم».
(٥) ما بين القوسين ساقط في حد.
(٦) كلمتا : «بنى» و «بصنعاء» ليستا في حد.
(٧) سقطت في حد. وانظر أخبار محمد بن خالد البرمكي في تاريخ ثغر عدن ٢ / ٢١٤ ، والويسي اليمن الكبرى ٢٥٧ ، وغاية الأماني ١٤١ ـ ١٤٢.
(٨) ليست في حد.
(٩) حد ، صف ، مب زيادة : «هذا».
(١٠) بدلها في حد ، صف ، مب : «البربري».
(١١) «أمير المؤمنين» ليست في : حد ، صف.