وصنعاء يومئذ (١) عامرة ، وكان ينزل هذه الدار من قدم من البصرة والعراق من أهل اليسار ، فنزل في مسكن منها فأعجبه أمرها في الوقت وما يجري من غلتها على صاحبها ، ورأى حسن عمارتها وإقبال الناس إليها فتمنى في نفسه أن يملك في هذه الدار بيتا وقال : طوبى لمن ملك في هذه الدار بيتا واحدا وهو بفرد عين. فلم يلبث إلا يسيرا حتى اشتراها وزايد في ثمنها ونافس فيها جميع من زايده في ثمنها حتى اشتراها بمال كثير ، وحصلت في ملكه.
قال أبو الحسن : حدثته جدته أنه كان يسافر بعد أن اشتراها إلى البصرة فيقيم سنة ثم يروح إلى صنعاء في الثانية ، وكان المتقبل يرفع قبالها إلى أهله بصنعاء كل يوم ثلاثة دنانير يعفرية.
ثم خربت هذه الدار في أيام ابن فضل وكان قد دفن في سطل عشرة آلاف دينار في صلول (٢) باب الدار فعثر عليه فأخذه القرامطة ثم افتجع فقذف الدم ثلاثة أيام ثم مات في ورور.
ووجدت بخط [يحيى بن](٣) حازم : حدثني أبو الحسين يحيى بن خلف أن القاضي يحيى بن عبد الله حدثه أن دور صنعاء عدّت في أيام أسعد وأخيه عبد الله للمحرس فوجدت نيفا وثلاثين [ألف](٤) دار.
__________________
(١) أي قبل سنة ٢٩٢ ه حيث دخلها علي بن الفضل القرمطي.
(٢) أي تحت الأحجار التي ترصف أمام باب الدار على هيئة عتبة مرتفعة قليلا.
(٣) من : حد ، صف ، مب. وانظر ما سبق ص ١٦٠.
(٤) من : حد ، مب ، س. وأيام أسعد بن إبراهيم اليعفري كانت من سنة ٢٨٦ ـ ٢٨٨ ه حيث غلب القرامطة ثم عاد للمرة الثانية فحكم من سنة ٣٠٣ ـ ٣٣٢ ه. الشماحي : اليمن ٩٤ ، غاية الأماني ٢١٩ باختلاف.