خبابا يقول : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو متوسد برده في ظل الكعبة ، ولقد لقينا من المشركين شدة شديدة فقلت : يا رسول الله ألا تدعو الله لنا ؛ فقعد وهو محمّر الوجه فقال : «إنّ من كان قبلكم ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه ، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق نصفين ما يصرفه ذلك عن دينه ؛ وليتّمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله [تعالى](١) أو الذئب على غنمه» (٢).
حدثني محمد (٣) بن عمر بن عطاء عن مالك بن إدريس بن الحرّ بأن قال : ذكر عمر بن الخطاب رضياللهعنه يوما الفيء فقال : «ما لكم أيها الناس لا تتكلمون فو الله ما أنا بأحق بهذا الفيء منكم ، ما أحد منا (٤) بأحق به من أحد إلا أنّا على منازلنا في كتاب الله ، وقسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، الرجل وقدمه ، والرجل وبلائه ، والرجل وعياله ، والرجل وحاجته ، والله ما أحد من المسلمين إلا وله في هذا (٥) الفيء حق أعطيه لو منعه إلا عبد مملوك ، ولئن بقيت ليبلغن الراعي حقه وهو في جبال صنعاء من فيء الله».
__________________
إلى تجاوز بعض رجال السند وترك مكانهم بياضا.
(١) من : حد ، صف.
(٢) آخر السقط في مب الذي أشرنا إليه في الحاشية رقم (٣) في الصفحة السابقة. وانظر من أجل الحديث مسند أحمد ٥ / ١٠٩ ، ١١١ ، ٦ / ٣٩٥ باختلاف في رجال السند ، واختلاف يسير باللفظ.
(٣) كذا في الأصل با ، وقد سبق محمدا هذا في النسخ الأخرى سلسلة من رجال السند أسقطها ناسخ با واكتفى ب «حدثني» التي أثبتناها ، وبين النسخ الأخرى بعض الخلاف في إيراد رجال السند فاتفقت ؛ حد ، صف ، مب ، بما صورته : «أبي قال ، أبو أمية محمد بن إبراهيم ، عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني ، محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو ..» ومن هنا تتفق النسخ الثلاث مع با. وجاء في س : «حدثني محمد بن إبراهيم» ومن هنا تتفق مع النسخ الثلاث الأخرى. وانظر وجوه صرف الفيء : الأموال لأبي عبيد ٢٧ ، والأحكام السلطانية للماوردي ١٢٦.
(٤) ليست في حد.
(٥) في حد : «أهل».