رواية فروة بن مسيك المرادي
وأمّا فروة بن مسيك (١) فبعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم على مراد ومذحج كلّها (٢) يقبض منهم (٣) الزكاة ، وروي أن فروة قال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم إني امرؤ شريف ، وإني في بيت قومي وعددهم أفأقاتل من أدبر عنّي؟ قال : نعم ، وخرج فروة من المدينة يريد اليمن ، حتى إذا سار يوما وليلة نزل جبريل على النبي صلىاللهعليهوسلم وأمره ونهاه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما فعل المرادي؟ قالوا : همس (٤) يومه وليلته ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمر بن الخطاب في طلبه فأدركه ، فقال له (٥) : إني رسول رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليك ، قال (٦) فروة : أنا عائذ بالله من غضبه وغضب رسوله صلىاللهعليهوسلم ، ورجع مع عمر إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : إنه لا سخط عليك ، إنك أتيتني ، وزعمت أنك شريف قومك وأنك في بيت قومك وعددهم ، وسألتني أن تقاتل بإجابة من معك من أدبر عنك ، وأتاني جبريل فأمرني ونهاني ، فكان فيما أمرني الرأفة بأولاد سبأ واللطف بهم والتحنن عليهم ، وأعلمني أنه يحسن إسلامهم ، وأن تدعو قومك إلى الإسلام ، فمن أسلم فاقبل منه ، ومن كفر فقاتله ، فقال فروة : يا رسول الله ، ألا تخبرني شيئا ، وذكر الحديث.
أخبرني عطية بن سعيد الأندلسي قال محمد / بن الحكم ، قال محمد بن جماهر ،
__________________
(١) ليست في بقية النسخ. وانظر الإصابة ٣ / ٢٠٥
(٢) ليست في حد.
(٣) ليست في مب.
(٤) الهمس : السير بالليل بلا فتور (المحيط).
(٥) ساقطة في : حد ، س ، مب.
(٦) صف : «فقال : أعوذ بالله».