خلافة عمر ، وكتب يعلى بن أمية إلى عمر في قصة النفر الذين قتلوا أصيلا بصنعاء ، (وألقوه في بئر الدّينبادي بغمدان وهي البئر التي) (١) في وسط غمدان التي هي خلف بئر سام تسمى بئر الدّينبادي ، وهي التي وجد فيها القتيل.
وأمّا بئر كرامة فهي بئر سام بن نوح وهي التي تعرف اليوم ببئر سام بن نوح ، يقال : إنه من توضأ من بئر سام بن نوح ثم خرج إلى مسجد فروة بن مسيك المرادي ولم يلتفت في طريقه وقرأ في طريقه (٢) حتى ينتهي إلى المسجد ولم يكلم بشرا (٣) حتى يدخل المسجد ويصلي ركعتين ويسأل الله حاجة من حوائج الدنيا والآخرة ، إلّا منّ الله عليه بقضائها واستجاب له دعاءه.
ومسجد فروة هو الذي يعرف بمسجد ابن الرويّة ، وذكر لي أن رجلا رأى في نومه المسجد والمصلى الذي في الجبانة وحشو ذلك بشر كثير عليهم ثياب البياض (٤) وهم يصلون من لدن المصلى إلى المسجد وللموضع بهم ضياء وإشراق ، وكان هذا الرجل لم يكن قدم صنعاء فقدمها حتى أتى المصلى ونظر إلى المسجد فإذا هو الذي رآه في نومه على هيئته التي رآها في النوم كأنه رأى ذلك في يقظته سواء لم ينكر غير أولئك الذين كانوا فيه يصلون فإنه لم يرهم. وأما الموضع فكما عاينه في نومه لم يغادر من ذلك (٥) شيئا ، فصلى فيه أياما ثم انصرف إلى بلده.
وذكر أن رجلا لقي بمصر ومعه كتاب فيه تسمية المواضع الشريفة فذكر له أنه قد شاهدها ، إلّا مشهدا منها بمدينة صنعاء يقال له : مسجد فروة بن مسيك فإنه لم يقدر على زيارته وذكر فيه فضلا كثيرا.
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط في مب.
(٢) حد ، مب : «مسيره».
(٣) س : «أحدا».
(٤) حد : «الثياب البيض».
(٥) «من ذلك» ليست في مب.