تطأطأ من تلك الناحية سكنه الكتّان (١) ، يعني البقّ المنتن ، سريعا ، وإذا عملنا بيتا وسقفناه في الناحية المرتفعة التي وصفنا أنها أطيب صنعاء لم يسكنه الكتّان.
وطلحة الحداد عند الموضع الذي / يقال (٢) له الجبوب من صنعاء من ناحية القطيع.
قال ابن عبد الوارث : حدثني عاصم النجار ، قال : سمعت أحمد بن سليمان صاحب زيد بن المبارك يقول : إن سام بن نوح دار الدنيا فلم يجد موضعا أطيب من صنعاء ؛ وذكر الحديث الذي ذكرت قبله.
وروي أن تبّع الحميري الذي ذكره الله في القرآن (٣) سار إلى كثير من البلاد وبلغ سمرقند قال ما دلّ على أنّ صنعاء أطيب بلاد الله نوما وطعاما وجوّا وذلك قوله في شعره يصف ذلك :
[الخفيف]
لم تنم هامتي ولم أر أنّي |
|
نمت حتّى اتّكأت في غمدان |
وله أيضا [يصف صنعاء وهواءها وطيبها](٤) :
[الخفيف]
ليس يؤذيهم بها وهج الحر |
|
ر ولا القرّ في زمان اقترار |
طاب فيها الطّعام والماء (٥) والنو |
|
م وليل مطيّب كالنّهار |
__________________
(١) حد ، صف ، مب : «الكتن» وما أثبته ناسخو هذه النسخ الثلاث يوافق اللغة الدارجة في اليمن للكتان ، والكتان : دويبة حمراء لسّاعة (المحيط).
(٢) حد ، صف ، مب : «يسمى».
(٣) حيث يقول الله تعالى في سورة الدخان : ٤٤ / ٣٧ (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ). وفي سورة ق : ٥٠ / ١٤ (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ).
(٤) من : حد ، صف ، مب. والبيتان من قصيدة في الإكليل ٨ / ١٧. وانظر ما سبق ص ٨٣
(٥) الإكليل : «والنبات».