فإن فعلتم شيئا من ذلك فقد حلت بكم العقوبة ، ثم يشيعهم حتى إذا أراد أن يرجع قال : إني لم أسلطكم على دماء المسلمين ولا على أموالهم ولا على أعراضهم ولا على أبشارهم ، ولكني بعثتكم لتقيموا بهم الصلاة وتقسموا فيأهم بينهم وتحكموا فيهم بالعدل فإن أشكل عليكم شيء فارفعوه إليّ ، ألا لا تضربوا العرب فتفتنوها ولا تعتلوا عليها فتحرموها.
معمر عن حميد بن هلال أو ذكره عن عاصم بن سليمان عن رجل قال : أهدى عتبة بن فرقد لعمر رضياللهعنه ـ وكان عاملا له ـ (١) حملا أو قال (٢) أحمالا من خبيص (٣) ، فلمّا أتي به عمر رضياللهعنه نظر إليه ثم طعمه فقال : ما هذا؟ فقيل له : طعام يقال له الخبيص. قال : أكلّ أهل تلك البلاد تأكل من هذا؟ قيل لا! فكتب إليه (٤) «أمّا بعد فمن غير كدّك ولا كدّ أبيك (وأمّك) (٥) يا عتبة بن فرقد ، (أما بعد يا عتبة بن فرقد) (٦) فأطعم الناس مما تأكل منه أنت وأهل بيتك» ، قال : حسبت أنه قال : ردّ عليه هديته تلك ، وحسبت أن معمرا قال في هذا أو في غيره ، حين جاءه : ما هذا؟ قالوا : طعام من أرض بيحان (٧) على خمسة أبعرة.
القاضي هشام القائل [وذكر الثوري](٨) عن الأعمش عن سفيان عن مسروق
__________________
(١) مب : «وكان عاملا له على الجند».
(٢) ليست في س.
(٣) الخبيص : خليطة من التمر والسمن (المحيط).
(٤) «فكتب إليه» ليست في حد.
(٥) ما بين قوسين ساقط في حد.
(٦) كذا الأصول ، ولعلها مصحفة عن «أذربيجان» ، فلم تذكر المصادر التي بين أيدينا أن عتبة بن فرقد كان يوما عاملا لعمر بن الخطاب في اليمن بل كان في أذربيجان والعراق ، وذكر أن كتاب عمر إليه يوم كان في أذربيجان ، أسد الغابة ٣ / ٣٦٥
(٧) من بقية النسخ.