وحبّذا أنت يا صنعاء من بلد |
|
وحبّذا عيشك الغضّ الذي اندرجا |
أرض كأنّ ثرا الكافور تربتها |
|
وماءها الراح بالمآء الذي (١) مزجا |
يهدي إلى الشّمّ أنفاس الرّياح بها |
|
ما هبّت الريح فيها العنبر الأرجا |
لو لا النوائب والمقدور لم ترني |
|
منها وعيشك ، طول الدهر منزعجا |
فكفّ يا صاح عنّي بعض لومك بي |
|
إن النّوى زرعت في قلبي الهوجا |
/ وأنشدني أحمد بن موسى لّما رفع إلى صنعاء وصار بنقيل السود :
[البسيط]
إذا طلعنا نقيل السود لاح لنا |
|
من أرض صنعاء مصطاف ومرتبع |
يا حبّذا أنت يا صنعاء من بلد |
|
وحبّذا وادياك الضّهر والضّلع |
وذكر القاضي (٢) عن جده عبد الأعلى بن محمد رحمهالله ، أن القاضي محمد بن موسى ذكر له أنه وطئ أكثر أمصار الإسلام ؛ خراسان ، والسواد ، والعراق ، ومصر فلم ير على وجه الأرض بقعة أطيب من صنعاء فمن قال : إن بقعة أطيب من صنعاء فلا تصدقه.
حدثني رجل من أهل صنعاء من ولد الدّبري قال : بلغني أن الحادي كان يحدو في طريق العراق وغيرها يقول : [الرجز]
لا بدّ من صنعا وإن طال السّفر |
|
لطيبها والشّيخ فيها من دبر |
يعنون إبراهيم بن عبّاد الدّبري كان من بلد دبر ، على بعض يوم من صنعاء.
__________________
(١) حد ، صف ، مب : «قد مزجا».
(٢) يعني «القاضي حسين بن محمد» قاضي صنعاء ، يروي عنه المؤلف.