الجامعة لعجائب ملوك التبابعة) وهي منظومة لنشوان بن سعيد الحميري المتوفى سنة ٥٧٣ ه.
كما عرفنا آخرين تحمسوا لتراثهم فآزروا طائفة من الأشقاء العرب المعنيين بتاريخ اليمن والعمل في حقل نشر التراث العربي ، وقدموا لهم ما أمكنهم من عون معنوي ومادي ، وأعانوهم على فتح الخزائن الخاصة للإفادة منها في نشر التراث العربي وكان على رأسهم المرحوم القاضي محمد بن عبد الله العمري (١٩١٥ ـ ١٩٦٠ م) وآخرون ، وبهذا العون خرج إلى الناس كتب محققة عن تاريخ اليمن (١) ليست إلا غيضا من فيض ...
ولّما كان ذلك كذلك فإنا ندرك بأن ثمة مسؤولية كبيرة تنهض مستصرخة متنوري عصرنا الحاضر والمهتمين منهم أن أعيروا تراثنا قسطا أوفر من الاهتمام بتحقيقه ونشره ، فهوية الأمة العربية واضحة في تراثنا المخطوط ولا تزال مهزوزة المعالم في أذهان الجيل المعاصر ، فلا بد من معرفة أصولها حتى نستطيع أن نبني على ركائزها حضارة عربية ثابتة الأصول سامقة الفروع ؛ وهذا لا يتأتى إلا بإقامة مؤسسة مختصة في الجمهورية العربية اليمنية وتمويلها بالتعاون مع المنظمات العربية والدولية المعنية بهذا الأمر وبشتى المؤسسات العلمية في العالم.
وبعد : فقد وجدنا أنفسنا نستكشف بعض جوانب هذا الأمر غير بعيدين عن الالتزام بالإسهام في عمل متواضع من عمل العاملين فيه فاستعرضنا شريحة من شؤون التراث العربي وماضيه من تاريخ اليمن فوقفنا على (كتاب تاريخ مدينة صنعاء) للرازي وعزمنا على نشره محققا ، فإذا نحن أمام نموذج عجيب من عمل الدهر وعبث النسّاخ من تصحيف وتحريف حينا وإسقاط حينا آخر ، فالكتاب
__________________
(١) انظر مقدمة الجزء العاشر من الإكليل ؛ تحقيق محب الدين الخطيب ، ومقدمة فؤاد السيد لكتاب طبقات فقهاء اليمن لابن سمرة الجعدي ، ط. القاهرة ١٩٥٧ م.