الأسد وهو برج سباعي ويشترك المريخ في هذه المثلثة ، وليس يلحق بحسناء صنعاء امرأة ولا بسرعتهن وظرفهن وفيهن غيرة وشكل ودلال وأكثر ما يغلب على أهلها من التأله والدين وسلامة الناحية فمن أجل / ما يلي الشمس من مثلثة هذا الصقع وأنه يسامته منها المستقيم ، وأما ما يغلب على الكورة فالاعتدال في الهواء وقد يكون إلى البرد أرجح ، وذلك لا يضر ، وعذاوة (١) النسيم وطيب المساكن وأن الرجل المسن يلبس بها اللباس الرقيق (٢) في الشتاء الشديد البرد وجمود الماء فلا يضره ذلك. ويلبس الشاب الصفراوي في الصيف الخشن والصوف فلا يضره. ويدخل الرحل إلى منزله بحزيران وقد حرّ بدنه وتعب جسده فيفتح باب بيته أو خلوته (٣) ويكشف ستره ويدخل في فراشه فيبرد بما يتأدى إليه وإلى بدنه من برد قص بيته أو عليته وخلوته (وهو الجص الذي يجصص به أحدهم بيته) (٤) فتصير حيطان بيته كأنها الفضة البيضاء لا يلزق بياضها في ثيابه وهذا شيء بصنعاء خاصة من بين مدن الدنيا فيما حدثني به جماعة من الناس الواردين إلى صنعاء ، وتجصيص البيت بأيسر مؤونة وأخف نفقة ، ويبرد البيت ويطيبه ، ولا يبقي فيه شيئا مؤذيا له كالكتان وهو منتن مؤذ للناس ، فإذا جصص البيت لم يقربه (وإذا نظف البيت كان أحد اللذات) (٥) وإذا تكشف من الحر (٦) هذا لم يخش مضرة البعوض ولا النامس ولا الذباب ولا يدخله وزغ (٧). ولا شيء من الحشرات المؤذية ولا الهوام القاتلة ، ويتدثر الإنسان إذا نام بصنعاء في الحر الشديد
__________________
(١) العذاوة : يقال : عذا البلد طاب هواؤه (المحيط).
(٢) حد : «وأن الرجل يلبس بها اللباس من رقيق الثياب».
(٣) حد : «باب بيته أو عليته وخلوته». مب : «باب بيته أو عليته ويكشف».
(٤) ما بين القوسين ساقط في حد.
(٥) ما بين القوسين ساقط في مب.
(٦) ليست في حد.
(٧) مفردها : وزغة محركة ؛ سامّ أبرص سميت بها لخفتها وسرعة حركتها (المحيط).