قال معاذ : أوصني يا رسول الله. قال : «نعم أوصيك والذي نفسي بيده ما توزن الأعمال يوم القيامة حتى ينتصر كل مظلوم ممّن ظلمه» (١).
قال أبو محمد : أودع بن مرّ من أهل عنّة كان يقرأ الكتب ، وكان ذا فضل.
وجدت بخط علي بن عبد الوارث ، الكشوري قال : حدثني ابن أبي العمر (٢) قال : لما خرّب الجعفري الجند بقي بها قوم عميان فاستفاؤا (٣) إلى مسجد الجند وأغلقوا عليهم أبواب المسجد ومعهم منيحة عنز ، فلمّا كان ذات ليلة نظروا رجلا مبيّضا فأخذ العنز ومسح ظهرها وقربها إلى حوض فيه ماء ، فسقاها فحملت ثم وضعت (٤) توأمين فصارا إلى السّلف. وقال أبو الحسن : السّلف من أكرم البلاد معزى إلى اليوم.
وكان خراب الجند في شهر رمضان (٥) سنة أربع عشرة ومئتين.
قال من سمع طاوسا يقول : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم معاذ بن جبل إلى اليمن وأمره ببناء مسجد الجند ونعته له وحمله على ناقته وأمره حيثما بركت في البعث أن يحدث هنالك مسجدا ، وبعث فروة بن مسيك المرادي إلى صنعاء وأمره أن يبني بها مسجدا ما بين الأكمة والقلعة الململمة ويضع جبانتها في مقدمها بالحديبية
__________________
(١) انظر الحاشية رقم (٢) من الكتاب ص ٢٩١.
(٢) حد ، صف ، مب : «العمرين».
(٣) الأصول كلها : «فاستضافوا» ولا يقوم بها المعنى.
(٤) «ثم وضعت» ساقطة في حد.
(٥) أقحم بين كلمتي «رمضان» و «سنة» في : حد ، صف ، مب العبارة التالية : «أجلى إبراهيم بن أبي جعفر أهل الجند في شهر رمضان» ولعلها تعليقة على هامش نسخة المؤلف وضعها قارئ فوهم النساخ وأقحموها في المتن. وإبراهيم هذا هو إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد العلوي المعروف (بالجزار). انظر غاية الأماني في أخبار القطر اليماني ١٤٨ ـ ١٤٩