قال الجندي :
«... ومن أهل صنعاء أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الرازي صاحب التاريخ المذكور في الخطبة (١). كان إماما عارفا بالفقه والحديث ، مولده صنعاء ، لكن أظن أهله من الرّي فنسب إليها ، وكان فقيها سنّيا ، وكتابه يدل على ذلك ، وعلى سعة نقله ، وكمال عقله ، ومن غريب ما أورد عن هانئ مولى عثمان بن عفان بسند متصل أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن القبر أول منزل من منازل الآخرة فمن نجا منه فما بعده أيسر منه ، ومن لم ينج فما بعده أشر».
وقال : كان صلىاللهعليهوسلم إذا فرغ من دفن الميت قال : «استغفروا لصاحبكم واسألوا الله تعالى له التثبت فإنه الآن يسأل». قال : وفي الحديث دليل على وجوب تلقين الميت إذا أخذ بالشهادتين.
وحققت أنه قارب في تاريخه المئة الخامسة».
وليس في هذه الترجمة اليتيمة تعيين لتاريخ قدوم أسرة المؤلف إلى اليمن من الرّي ، وإذا لم تكن من الأسر الفارسية القديمة (الأبناء) التي جاءت اليمن مع
__________________
(١) قال الجندي في خطبة الطبقات (لوحة ٦) :
«اعلم أنني أخذت أخبار المتقدمين من أحد كتب ثلاثة ، أكملها في ذكر العلماء كتاب الفقيه (عمر بن علي بن سمرة) إذ ذكر غالب فقهاء اليمن منذ بدء الإسلام إلى بضع وثمانين وخمس مئة ، ثم يقاربه كتاب (أبي العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الرازي أصلا والصنعاني بلدا) ؛ وهو كتاب يوجد كثيرا بأيدي الناس. يقول في ترجمة كل نسخة «الجزء الثالث من تاريخ الرازي» ثم يذكر في غالب نسخه ما لا يوجد في النسخ الأخرى. وبحث جمع كثير من أعيان اليمن عن تحصيل النسخة بكمالها فلم يجدوا غير الجزء المذكور وبلغ فيه إلى ستين وأربع مئة تقريبا :
وحقق فيه جماعة من أهل اليمن غالبهم من صنعاء والجند ، وأورد لهم من الآثار كثيرا ، وحقق من أحوالهم بخلاف ما ذكره (ابن سمرة) ، فإني حققت كتابه فرأيت ما يدل على كمال مصنفه ، ونزاهته عما ينسب إليه أهل ناحية من الاعتزال ، والقول بخلاف ما صح ، فقد طالعت كتابه مرارا ونقلت منه إلى كتابي أخبارا وأخبارا» ـ ا ه.