حدثني أبو سالم محمد بن حميد بن معاذ بن الغطريف الخياط ، قال : رأيت فيما يرى النائم كأن قائلا يقول لي : عاون محمد الأصفهاني في [عمارة](١) أربعة مساجد. فانتبهت فأخبرت محمد بن الحسين الأصفهاني فقال لي : على بركة الله ، فعمر مسجد معن بن زائدة وكان قد عمره بعد معن بن زائدة فكان متشعثا فرمّه وأصلحه ، ومسجد [منيع](٢) وهو يعرف اليوم بمسجد الأخضر ، وهذا المسجد يعني (٣) مسجد فروة بن مسيك المرادي (وذلك كله في سنة سبع وأربع مئة فعاونه أبو سالم في ذلك كله مع من أعانهم فيه ، وهذا المسجد ـ أعني مسجد فروة بن مسيك ـ) (٤) مسجد شريف فاضل والدعاء فيه مستجاب وقد جرّبت أنا / ذلك فوجدت (٥) فيه الإجابة مرارا كثيرة ، ولقد ذهب لي شيء فأيست منه فسعيت إليه وصليت ركعتين ودعوت الله تعالى فيه أن يرده علي وخرجت فما وصلت البلد وأمرت (٦) النشيد حتى هتك الله ستر آخذ ذلك واسترجعته منه وهو من أطمع الخلق وأرذلهم وأخبثهم مما لا يطمع فيه شيء إذا استرجع أنه يكون يخرج من يده. ودعوت الله تعالى في غير ذلك فرأيت الإجابة بحمد الله ومنّه والشكر له لا شريك له. وكنت أسمع ذلك فرأيته كذلك وأرجو أن الله يجيب ما نسأله إياه من صلاح ديننا ودنيانا فيما نستقبله إن شاء الله. وإنما عرفتك بذلك لأن الرواية فيما يروى من جهته صحيحة ؛ لتزداد بصيرة وبينة في الرغبة ، وإن لم أكن أحب أن أذكر ذلك عن نفسي بل أردت أن أزيد وأؤكد الإجابة لأن تعظيم رغبة السائلين إلى الله تعالى (فيه إذا قصدوه بالإخلاص في النية والابتهال في
__________________
(١) من : حد ، صف ، مب.
(٢) تكملة من مساجد صنعاء للحجري ص ٩
(٣) حد ، صف ، مب : «أعني».
(٤) ما بين القوسين ساقط في مب.
(٥) حد ، صف ، مب : «فرأيت».
(٦) كذا الأصول ، ولم نهتد إلى ما يريد بهذا التركيب.