ذكر فضل المسجد الذي في نقم
وأنه اتخذ على آثار الخضر عليهالسلام
علي [بن الحسن](١) بن عبد الوارث ، قال : حدثني محمد بن محمود القاضي ، أبو اليسع : أن رجلا من الغرباء اشترى ضيعة في المشرق فخرج يطالعها في وقت غيث وأيام حسنة ، فخرج على حمار حتى صار في بعض جبل نقم فإذا برجل حسن الهيئة عليه ثياب خضر وهو يصلي فأعجبه فقال : لو نزلت من دابتي فأتيت هذا الرجل وسألته. فانتظره حتى فرغ من صلاته ، فلمّا فرغ قال له بعد أن سلم عليه : ابلغ إلى الجامع فادخل من باب بني ثمامة فاترك أول أسطوانة وائت الثانية تجد شريفا عندها فقل له : أخوك الخضر يقرئك السلام. فذهبت آتي شريفا فوجدته حيث / قال لي ، فكلمته بصوت مرتفع فأومأ إلي الشريف : اسكت ، وسمعه رجل فقام مسرعا وأخبر الأمير بذلك فأرسل للغريب حتى أراه ذلك الموضع فبنى هنالك مسجدا وأقام فيه ثلاثة أيام معتكفا صائما. وهذا المسجد في مساقط جبل نقم معروف هنالك عند مسيل الماء ، وفيه الآن محاريب كانت مصلى للصالحين (٢) ، وكان سلف أهل صنعاء يذهبون إلى هنالك كل يوم اثنين وخميس فيصلون صلاة الإشراق هنالك ويتباركون حتى إن الطريق إلى هذا المسجد رأيتها كأنها أحد طرقات الأسواق من كثرة الوطء ومشي الناس إلى هذا المسجد ، ثم اتخذ الناس فيه بعد ذلك مساجد من تحته تعرف بالزّبيري وأبي عبد الله الصوفي والبغداني وغيرهم من الصالحين ، وكانوا إذا اجتمعوا لم يفترقوا إلّا
__________________
(١) من : حد ، صف.
(٢) لا زال هذا المكان معروفا إلى الآن.