وعمرو بن شرحبيل ، قال عبد الرحمن بن سابط عن عمرو بن ميمون الأودي : قدم علينا معاذ بن جبل اليمن من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الشحر رافعا صوته بالتكبير ، رجل حسن الصوت ، فألقيت إليه محبتي فما فارقته حتى حثوت عليه التراب بالشام ميتا ، ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده فأتيت عبد الله بن مسعود فلزمته ؛ وكان عبد الله بن مسعود يقول : إني لأعرف سمت معاذ في أذواء النخع ، وقال عبد الله : إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم / يك من المشركين ، فقال له رجل : نسيت. قال : لا ولكنه شبيه إبراهيم ، والأمة : معلم الخير ، والقانت : المطيع. وخطب عمر بن الخطاب رضياللهعنه بالناس فقال : من أراد أن يسأل شيئا من القرآن فليأت أبيّ بن كعب ، ومن أراد أن يسأل عن (الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومن أراد أن يسأل عن) (١) الفقه فليأت معاذ بن جبل ، ومن أراد المال فليأتني ، وكانت خطبته [يومئذ](٢) بالجابية من الشام (٣).
قال شهر بن حوشب : كان أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له ، وكان معاذ جميل الوجه براق الثنايا شهد بدرا وهو ابن عشرين سنة ومات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة من الهجرة في خلافة عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، وشهد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بدرا وأحدا والخندق وجميع المشاهد كلها. ثم بعثه إلى اليمن فوقف به (٤) إلى أن توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو بالجند. فقدم الموسم وعمر بن الخطاب يومئذ أمير على الموسم بعثه أبو بكر رضياللهعنه يحج بالناس ، ثم قدم معاذ إلى أبي بكر رضياللهعنه بالمدينة فأقام ثم
__________________
(١) ما بين القوسين مسقط في حد.
(٢) من : حد ، صف ، مب.
(٣) قدم عمر بن الخطاب إلى الشام في سنة ١٥ ه.
(٤) حد ، صف ، مب : «فأقام بها».