خرج إلى الشام فتوفي بناحية الأردن وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وكان يكنى أبا عبد الرحمن.
قال معاذ : لما بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن خرج معي يشيعني يمشي على رجليه وأنا أمشي معه فقال : «إذا قدمت عليهم فزين الإسلام بعدلك وحلمك وصفحك ، وعفوك وحسن خلقك فإن الناس ناظرون إليك وقائلون : حبر (١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلا تر لك سقطة يستريب بها أحد في حلمك وعدلك فإن الرسول من المرسل.
ولما ودع رسول الله صلىاللهعليهوسلم معاذا بكى ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما يبكيك؟ قال : أبكي لفراقك يا رسول الله ، فقال له : لا تبك فإن البكاء فتنة.
حدثني الحسين بن محمد ، محمد بن أحمد عن أبيه ، أبو حفص محمد بن أبي عدي ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، قال سعيد بن أبي عرّوبة قال : سمعت شهر بن حوشب يقول : قال عمر : لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته فإن سألني ربي قلت : سمعت نبيك محمدا صلىاللهعليهوسلم يقول : هذا أمين هذه الأمة ، ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لاستخلفته فإن سألني ربي / قلت : سمعت نبيك صلىاللهعليهوسلم يقول : إنه يحب الله ورسوله ، ولو كان معاذ بن جبل حيا لاستخلفته فإن سألني ربي قلت : سمعت نبيك صلىاللهعليهوسلم يقول : إن الله يبعثه يوم القيامة رنوة بين أيدي العلماء.
عبد الله بن عبد الصمد النحوي ، عبد الله بن الصباح عن ضمرة ، عن محمد بن يحيى المأربي عن حنظلة بن أبي سفيان ، قال : سمعت عطاء يقول : قال
__________________
(١) بدلها في حد : «جهزك».