ويخبرك أنه نعم ما أراك الله من مفارقتك معاوية فإني أنزلك منزلة نبي الله صلىاللهعليهوسلم التي أنزلكها ، فقال لهما جرير : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثني إلى اليمن (١) أقاتلهم وأدعوهم فإذا قالوا لا إله إلا الله / حرمت أموالهم ودماؤهم ولا أقاتل رجلا يقول لا إله إلا الله فرجعا على ذلك.
رباح عن معمر عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن معاذ بن جبل قال : كنت رديف النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : هل تدري يا معاذ ما حق الله على الناس وما حق الناس على الله تعالى ، فقلت : الله ورسوله أعلم ، فقال : أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وأن حق الناس على الله تعالى ألّا يعذبهم ، قال : قلت : يا رسول الله ألا أبشر الناس ، قال : لا.
حدثني محمد بن الحسين الأصفهاني قال : حدثني أبو عثمان سعيد بن محمد بن سعيد بن بلبل الموصلي قال أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الأزدي ، بكر بن أحمد بن مقبل ، إسماعيل بن إبراهيم ، قال أبي قال شعبة عن سليمان التيمي عن أنس : سمعته ذكر أن معاذ بن جبل كان رديف النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : «بشّر الناس أنه من مات وهو لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، قال فقال معاذ : إني أخشى أن يتكلوا عليها ، قال : فلا إذا!».
عن معمر والثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بن جبل قال : لما بعثه النبي صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن فأمره أن يأخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة ، ومن كل أربعين مسنة (٢).
عن ابن جريج قال : قال لي عمرو بن شعيب : إن معاذ بن جبل لم يزل بالجند مذ بعثه النبي صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن حتى قبض النبي صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر ثم قدم على عمر فرده على ما كان عليه.
__________________
(١) «بعثني إلى اليمن» ليست في حد.
(٢) انظر مصنف عبد الرزاق ٤ / ٢١ ـ ٢٢