العباد ، قلت : الله ورسوله أعلم! قال : فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، ثم قال : يا معاذ! قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : فهل تدري ما حق [العباد](١) على الله إذا هم فعلوا ذلك؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن حقهم على الله تعالى ألّا يعذبهم.
وأتي عمر رضياللهعنه بامرأة وقد غاب [عنها](٢) زوجها سنتين وهي حامل فاستشار الناس في رجمها فقال له معاذ : يا أمير المؤمنين إن يك لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل ، دعها تضع. فولدت غلاما له ثنيتان فعرف الرجل بشبهه ، فقال : ابني ورب الكعبة فقال عمر : عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ ؛ لو لا معاذ لهلك عمر (٣).
أبو ظبيان عن معاذ أنه لّما رجع من اليمن قال : يا رسول الله إني رأيت رجالا باليمن يسجد بعضهم لبعض أفلا نسجد لك؟ قال : لو كنت آمر بشرا يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد (٤) لزوجها.
قرأت على القاضي الحسين بن محمد ، أخبره أبو الخير محمد بن أحمد بن عبد الله قال : حدثنا أبي قال : حدثنا زياد بن أيوب ، أبو هاشم الطوسي ، قال : هشيم بن بشير ، منصور عن الحسن قال : لّما قدم معاذ بن جبل إلى اليمن قال لهم : «إنكم توشكوا أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار»؟ قالوا : وكيف ذلك؟ قال : يموت منكم الميت فيثنى عليه خير فهو من أهل الجنة ، ويموت منكم الميت فيثنى عليه شر فهو من أهل النار.
__________________
(١) من بقية النسخ ، ولعلها سقطت سهوا.
(٢) انظر مصنف عبد الرزاق ٧ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥ باختلاف يسير في اللفظ.
(٣) حد ، صف ، مب : «فسجدت». وانظر الحديث في سنن ابن ماجه ١ / ٥٩٥ ، سنن الترمذي ٣ / ٤٦٥ ، الفتح الكبير للسيوطي ٣ / ٤٧ ، كشف الخفا ٢ / ٢٢٨ ، والخبر بنصه في سنن أبي داود ١ / ٤٩٣ ـ ٤٩٤ ، وفيض القدير ٥ / ٣٢٩