الآدميين يريدون أن يقلبوا قرية سدوم الذين فيهم لوط (١) قوم سوء قد استغنوا بالرجال عن النساء ، وهي القرية التي كانت تعمل الخبائث فبعثهم الله ليجعلوا عاليها سافلها كما قال تعالى ذكره فأتوا إبراهيم فكان من أمرهم عنده ما قصّ الله تعالى في القرآن فلمّا أمنهم وذهب عنه الروع بشروه بما بشروه به من الولد قاموا وقام بعضهم (٢) يمشي فقال : أخبروني لم بعثتم وما خطبكم؟ قالوا : إنا أرسلنا إلى سدوم لندمرها فإنهم قوم (٣) سوء قد استغنوا بالرجال عن النساء ، قال إبراهيم : أرأيتم إن كان فيهم خمسون رجلا صالحا ، قالوا : إذا لا نعذبهم ، فلم يزل ينقص حتى قال : أهل البيت فإن كان فيهم بيت صالح قال : فإن فيها لوطا وأهل بيته ، قالوا : إن امرأته هواها معهم ، فلما يئس انصرفوا إلى أهل سدوم فدمروها تدميرا وهو قوله تعالى : (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ)(٤) إلى قوله تعالى (إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ)(٥) وكان من أمرهم ما قصّ الله تعالى في القرآن.
وكذلك روي عن مالك بن دينار قال : قرأت في التوراة يقول الله تعالى : «أهم بعذاب خلقي وعبادي ، فإذا نظرت إلى عمّار / المساجد وجلساء القرآن وولدان الإسلام سكن غضبي».
__________________
(١) من هنا يستطرد المؤلف في حديث طويل عن قوم لوط ، وسنشير إلى نهاية هذا الحديث في موضعه ، وحول الخبر انظر : مصنف عبد الرزاق ٧ / ٣٦٣ ـ ٣٦٥ ، تفسير الطبري ١٢ / ٦٨ ـ ٩٨ و ١٩ / ١٦ ، وانظر تفسير الطبرسي ٥ / ١٧٩ ـ ١٨٥ ، وتفسير القرطبي ٩ / ٧٢ ـ ٨٤ ، وانظر قصص الأنبياء ص ١٢٥ ـ ١٢٧ ، و ١٤٦ ـ ١٥٣ ، وانظر قصص القرآن ٦٤ ـ ٧٠.
(٢) حد ، صف : «معهم».
(٣) «قوم سوء» ليست في حد.
(٤) هود : ١١ / ٧٤.
(٥) العنكبوت : ٢٩ / ٣٢ ، وتمامها : (... كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) ، وفي بدايتها : (قالَ ...).