[قصة قوم لوط](١)
وروي في قصة قوم لوط لمّا أراد الله هلاكهم وجاءت رسل الله إلى إبراهيم عليهالسلام بالبشرى (قالُوا : إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ. قالَ : إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ)(٢)(إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ)(٣)(وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ)(٤) يقال : إن الله تعالى لما بعث جبريل وميكائيل ومن بعث من الملائكة ليخسفوا بقرية لوط أتوا قبل ذلك (٥) إلى إبراهيم خليل الرحمن جلّ ذكره كما قال تعالى في كتابه (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ)(٦) سمين فقربه إليهم (فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ) خيفة ـ في نفسه (٧)(ـ قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ. وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ)(٨) تعجبا من غفلة قوم لوط عما قد أظلهم من عذاب الله وهم في غفلتهم يتمردون فلمّا ذهب (٩) الروع ، وهو الخوف الذي كان إبراهيم قد وجده في
__________________
(١) لم يذكر هذا العنوان في النسخ كلها وأضفناه على طريقة المؤلف.
(٢) العنكبوت : ٢٩ / ٣١ ـ ٣٢ ، وبداية الآية الأولى (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى ...).
(٣) العنكبوت : ٢٩ / ٣٤.
(٤) النمل : ٢٧ / ٥٣.
(٥) «قبل ذلك» ليست في حد.
(٦) هود : ١١ / ٦٩.
(٧) «في نفسه» معترضة لا علاقة لها بالآية الكريمة.
(٨) هود : ١١ / ٧٠ ، ٧١ وتمامها : (... فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ).
(٩) مب زيادة : «عن إبراهيم».