قول الله تعالى : (يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ)(١) قال مجاهد : يخاصمنا. فقالت الملائكة يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد / جاء أمر ربك وإنه آتيهم عذاب غير مردود.
قال ابن إسحاق : يزعم أهل التوراة أن مجادلة إبراهيم (إياهم حين جادلهم في قوم لوط ليرد عنهم العذاب إنما قال للرسل فيما يكلمهم به : أرأيتم إن كان فيهم مئة مؤمن أتهلكونهم؟ قالوا : لا. [قال : فما زال يكرر ذلك إلى أن قال : واحدا قالوا : لا](٢) فلمّا لم يذكروا لإبراهيم أن فيها رجلا مؤمنا قال : إن فيها لوطا ليدفع به عنهم العذاب. قالوا : نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ، قالوا : يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود) (٣).
قال قتادة : فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين لوط وبنتيه ، ولو كان فيها أكثر من ذلك لنجاهم الله سبحانه وليعلموا أن الإيمان عند الله تعالى محفوظ لا ضيعة على أهله ، وخرج لوط ببناته ، قال بعضهم (٤) : (كان له بنتان ، وقال آخرون : ثلاث ، فلما بلغ مكانا من الشام ماتت الكبرى فدفنها فخرجت عندها عين يقال لها عين الزيت ، ثم انطلق حتى إذا بلغ مكانا آخر ماتت الصغرى فدفنها فخرجت عندها عين يقال لها : عين الزغرتية ولم يبق غير الوسطى.
فلما خرجت الملائكة من عند إبراهيم عليهالسلام نحو قرية لوط فأتوها نصف النهار ، فلما بلغوا نهر سدوم لقوا بنت لوط تستسقي الماء لأهلها ، وكان له
__________________
(١) هود : ١١ / ٧٤.
(٢) من : حد ، س ، مب.
(٣) ما بين القوسين سقط في صف.
(٤) بداية سقط في مب ينتهي في الصفحة التالية انظر الحاشية رقم (٦).