لسبع من رمضان فبات في المسجد) (١) ـ مسجد الجماعة ـ وشربوا فيه الخمر وذبحوا وأظهروا تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله ثم سار ابن فضل إلى المذيخرة ، وصار أسعد إلى صنعاء فثبت القطراني إماما فيه إلى أول يوم من عشر ذي الحجة من سنة ست وعشرين وثلاث مئة ، فقال له : زدني من المؤذنين في غداة هذا اليوم نداء / التكبير (٢) بعد الصلاة فظن أنه كذلك ، فكبر بعد صلاة الصبح ، ثم عرف أنه قد غلط فراح مغموما ، فطلع أربع درجات إلى سطح يدفأ فيه فسقط وانثنت رجله فأقعد ، ولزم البيت حتى توفي يوم الجمعة يوم تسع وعشرين (٣) من رمضان سنة تسع وعشرين وثلاث مئة ، وكان من القراء الفاضلين ، وكان حصورا (٤) ، هو أخبر بذلك عن نفسه.
وولى أسعد بن أبي يعفر إمامة مسجد الجماعة بعد القطراني أبا بكر محمد بن المعان البعداني فأقام إماما في مسجد الجماعة بصنعاء حتى توفي ليلة الإثنين لثلاث بقين من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة.
وقلد لإمامة الناس بعده محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي ولزم الإمامة إلى أن توفي وكان قد بلغ من السن ، وكانت وفاته مع صلاة الصبح (٥) من أول (٦) يوم من ذي القعدة من سنة سبع وستين وثلاث مئة ، وقبر في الحقل بعد صلاة الظهر.
وكان القطراني ، والبعداني ، وأبو عبد الله النقوي ، من أفاضل أهل زمانهم ، وأكثرهم تلاوة للقرآن الكريم ، والصلاة ، وفعل الخير إن شاء الله.
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط في مب.
(٢) مب زيادة : «يعني تكبير التشريق».
(٣) حد ، صف : «تسعة عشر».
(٤) الحصور : ضيق الصدر والعي في المنطق وأن يمتنع عن القراءة (المحيط).
(٥) بقية النسخ : «الغداة».
(٦) ليست في : حد ، صف ، مب.