ووجدت بخط علي بن عبد الوارث ، حدثني محمد بن جعفر التنوخي ، قال حدثني أبي قال : جئت من ضيعتي وعلي ثياب وسخة ، وجئت مساء فاستحييت أن أدخل القرية حتى المساء ، فأويت إلى قبر واضطجعت عليه فغلبتني عيني فنمت ، فإذا كل قبر فتح فيه باب وإذا وصفاء مع كل جارية منهن طبق مغطّى ، فيه هدية يدخلونها إلى كل قبر ما خلا القبر الذي أنا عليه ، فنظرت إلى صاحب القبر فقلت له : لا أرى يدخل إليك شيء من هذه الهدايا فقال لي : هؤلاء أهاليهم يدعون لهم ، وقد كانت هدايا تأتيني من قبل والدي ثم انقطعت عني وذلك أنه شغل بتزويج أختي فلم يدع لي. قلت : ومن أبوك؟ فقال : هو فلان (١) في موضع كذا وكذا من صنعاء. قلت أفتحب أن أكلمه في ذلك؟ قال : نعم وأحسن. ولم يكن لي معرفة بالرجل [ثم انتبهت فبت ليلة](٢) ، فلمّا كان السحر خرجت حتى أتيت المنزل وإذا بالباب مفتوح ورجال / يدخلون المنزل للوليمة فقلت للخادم : قل لفلان إني على الباب. فخرج إليّ ، فقال : ادخل مع القوم حتى تصيب معهم من طعامنا ؛ فقلت له : إني لم آتك لهذا ؛ وقصصت عليه القصة فبكى وكثر بكاؤه وقال : أما إنه قد كان ذلك ، قال : ودعا بغلام له فأعتقه لابنه على المكان.
وقبر معمر بن راشد في الحقل ، قال لي القاضي الحسين بن محمد : إن أول من قبر بالحقل معمر بن راشد.
قال ابن عبد الوارث : حدثني الكشوري قال : كان محمد بن بسطام من أفاضل الناس ، وحدثني أنه رأى معمرا ، وشهد جنازته ، وأنا أعرف الناس بقبره
__________________
(١) حد : «فلان بن فلان».
(٢) من : حد ، صف ، مب.