في مقبرة الحقل من صنعاء (١).
قال لي الكشوري فقلت له : فاذهب معي حتى تريني قبر معمر فأرانيه فقلت أنا للكشوري : فأحب أن تريني قبر معمر فذهبت معه حتى أوقفني في مكان دارس قريب من مسجد علي بن أبي بكر الذي يصلى فيه على الموتى. وإنما أردت بهذا لأن أهل العراق يزعمون أن [قبر](٢) معمرا مفقود ، وكان موت معمر في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومئة (وهو ابن ثمان وخمسين سنة) (٣) وكان أصله من البصرة انتقل إلى صنعاء وأقام بها (إلى أن توفي بها) (٤).
قال سفيان : ذهبت إلى هنالك ـ يعني إلى اليمن ـ سنة خمسين وسنة ستين ومعمر حي ، وقدم معمر (٥) قبلي بعام ، القائل سفيان بن عيينة وكان ابن شبرمة القاضي ومعمر بن راشد بصنعاء في وقت واحد ، وخرج ابن شبرمة القاضي (٦) من صنعاء ومعمر بن راشد بصنعاء (٧) وكان قد ولي القضاء بصنعاء ، ولاه يوسف بن عمر ، فلما خرج يوسف بن عمر من صنعاء خرج معه ابن شبرمة ، قال معمر : خرجت معه (٨) أشيّعه ، فلمّا أفردني وإياه المسير ولم يكن معنا أحد نظر إلي فقال لي : يا أبا عروة أحمد الله ، أما إني لم أستبدل بقميصي هذا منذ دخلتها ـ يعني صنعاء ـ. قال : ثم سكت ساعة وقال لي : يا أبا عروة إنما أقول لك حلالا ، وأمّا الحرام فما إليه سبيل. ومات ابن شبرمة سنة أربع وأربعين ومئة.
__________________
(١) حد : «وأنا أعرف قبره في الحقل من صنعاء». صف ، مب : «وأنا أعرف قبره في مقبرة الحقل من صنعاء». وكلمة «مقبرة» ليست في س.
(٢) لاستقامة المعنى.
(٣) ما بين القوسين ساقط في مب.
(٤) ما بين القوسين ساقط في س.
(٥) الأصول : «سفيان» ولعله زلة قلم وسياق الخبر يقتضي ما أثبتناه.
(٦) ليست في : حد ، صف ، مب.
(٧) «ومعمر بن راشد بصنعاء» ليست في : حد ، صف ، مب.