ذكر زهد طاوس وورعه (١) من أخذ جوائز السلطان
حدثني القاضي الحسين بن محمد (بن عبد الأعلى قال : حدثني جدي عبد الأعلى بن محمد قال : حدثنا الدبري) (٢) عن عبد الرزاق قال : «سمعت النعمان بن الزبير الصنعاني يحدث أن محمد بن يوسف ـ أو أيوب بن يحيى ـ بعث إلى طاوس بسبع مئة دينار ـ أو خمس مئة دينار ـ ، وقيل للرسول : إن أخذها منك فإن الأمير سيكسوك ويحسن إليك ، قال : فخرج حتى قدم على طاوس الجند فقال : يا أبا عبد الرحمن نفقة بعث بها الأمير إليك. فقال : ما لي بها حاجة. فداراه (٣) على أخذها فأبى ، فغفل طاوس فرمى بها في الكوة التي في البيت ثم ذهب ، فقال لهم : قد أخذها ، فلبثوا حينا ثم بلغهم من طاوس شيئا يكرهونه فقالوا : ابعثوا إليه فليأتنا بمالنا ، فجاءه الرسول فقال : المال الذي بعث به الأمير إليك. قال : ما قبضت منه شيئا ، فرجع الرسول / فأخبرهم فعرفوا أنه صادق. فقيل : انظروا الرجل الذي ذهب به (٤) إليه ، فقال : المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن. قال : هل قبضت منك شيئا؟ قال : لا ، فقال (٥) له : تدري حيث وضعته؟ (قال : نعم في تلك الكوة قال : فأبصره حيث وضعته) (٦) ، قال : فمد يده فإذا هو بالصرة قد بنت عليها العنكبوت ، قال : فأخذها فذهب بها إليه وأخبره الخبر» (٧).
__________________
(١) بقية النسخ : «تورعه».
(٢) ما بين القوسين سقط في حد.
(٣) في المصنف «فأراده» ، وفي حلية الأولياء «فأداره».
(٤) بقية النسخ : «فابعثوا» ، والمصنف.
(٥) حد ، صف : «فقيل» ، والمصنف.
(٦) ما بين القوسين ساقط في س.
(٧) «إليه وأخبره الخبر» ليست في : حد ، صف ، مب ، والمصنف. وانظر نصه في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٧٠ ـ ٤٧١ ، وحلية الأولياء ٤ / ١٤.