ذكر قول طاوس لما قيل له يدخل على الأمير
أحمد ، قال عبد الرزاق ، قال : قدم طاوس مكة ، فقدم أمير فقيل له : إن من فضله ومن ، ومن (١) ، فلو أتيته ، فقال : ما لي إليه من حاجة ؛ قالوا : ألا نخافه عليك؟ قال : فما هو كما تقولون!
عبد الرزاق ، معمر عن ابن طاوس قال : كنت أقول لأبي في السلطان إذا اعتدى كيف تتركون لا تقاتلون؟ قال فيصمت عني حتى خرجنا حجاجا فمررنا بقرية فيها عامل لمحمد بن يوسف أو لأيوب بن يحيى يقال له ابن نجيح ، وكان من أخبث الناس عملا ، قال : فصلينا الصبح في المسجد ، فلمّا فرغنا إذا هو قد دخل فسلم على أبي عبد الرحمن فلم يرد عليه / السلام ، ومدّ يده فلم يناوله يده (٢) ، وقعد بين يديه فلم يلتفت إليه ، ثم جعل يسأله فلا يكلمه ويعرض عنه ، فقام الرجل ، فاستحييت فتبعته وأخذت بيده وقلت : مرحبا ؛ وجعلت أسائله ، وقلت له : إن أبا عبد الرحمن لم يمنعه أن يجيبك إلّا أنه لم يعرفك ، فقال : بلى معرفته بي فعلت بي ما ترى (٣). وأبي صامت لم يتكلم شيئا ، فلمّا دخلنا المنزل التفت إليّ أبي (٤) فقال : أي لكع! بينا أنت زعمت تريد أن تخرج عليهم بسيفك ، لم تستطع أن تحبس عنهم (٥) لسانك.
__________________
(١) «ومن ، ومن» ليستا في حد ، وانظر الخبر في البداية والنهاية ٩ / ٢٣٦.
(٢) ليست في : حد ، صف.
(٣) حد : «معرفته بي ما رأيت». صف ، مب : «معرفته بي فعل بي ما رأيت». س : «معرفته بي فعلت بي ما رأيت».
(٤) ليست في : حد ، مب.
(٥) ليست في مب. وفي صف ، حد : «عنه». وانظر حلية الأولياء ٤ / ١٦ ، ومصنف عبد الرزاق ١١ / ٣٤٨ ، والبداية والنهاية ٩ / ٢٣٨.