وقال : «نهى صلىاللهعليهوسلم عن عقر الشجر ، وكان ربما يقول : نهى عن عقر الشجر فإن عصمة البهائم في الجدب. وجاء رجل إلى أبي فقال : إن في أرضي شجرا ـ يعني الكلأ ـ فأبيعه؟ قال : لا ، ولكن احمه لدوابّك».
وقال : «قال صلىاللهعليهوسلم : من منع فضل ماله منعه الله يوم القيامة فضله».
وقال أبي في الكلب يلغ في الإناء ، قال : «يغسل سبع مرات». وكان أبي يجعل الهرّ مثل الكلب.
قال معمر : دعوت عبد الله بن طاوس إلى منزلي بصنعاء ، وفي البيت هرة قال : فقام وجعل يجمع ثيابه ويقول : سبحان الله يا أبا عروة تكون معك هذه في بيت؟ قال : قلت نعم وترقد عليّ إذا رقدت.
وقال ابن طاوس : قدمت الحروريّة (١) علينا ففرّ أبي منهم فلحق بمكة فلقي ابن عمر فقال : قدمت الحرورية علينا ففررت منهم ، ولو أدركوني لقتلوني. قال ابن عمر : أفلحت إذا (وأنجحت. قال : قلت أرأيت لو أني أقمت وبايعتهم) (٢) إذا خشيت عليّ الفتنة ، فقال : إن المؤمن ليفتن في أيسر من هذا (٣).
وقال : كان أبي إذا كان في المسجد فأراد أن يخرج يستلم الحجر ، وقال : أمرني أبي فرميت عنه الجمار وكان مريضا ، وكان يأمرهم أن يأخذوا من باطن لحيته يوم النحر.
__________________
(١) الحرورية : هي جماعة من الخوارج انشقت عن علي بن أبي طالب رضياللهعنه بعد دخوله الكوفة بعد معركة صفّين ، وتخلفوا عنه وخرجوا عليه وانصرفوا إلى حروراء ، وهي موضع على ميلين من الكوفة ، ونزل بها منهم اثنا عشر ألفا ثم انضم إليهم آخرون بعد ظهور نتيجة التحكيم ، وقد ناظرهم الإمام علي بعد مناظرة ابن عباس لهم فرجع معه منهم ألفان وقال لهم علي : ما نسمّيكم؟ ثم قال : أنتم الحرورية لاجتماعكم بحروراء. انظر أخبارهم في الكامل للمبرد ٢ / ١٣٦ ، معجم البلدان لياقوت الحموي ٢ / ٢٤٥ ، الكلام والفلسفة للدكتور عادل العوا ٢٢
(٢) ما بين القوسين ساقط في مب.
(٣) انظر مصنف عبد الرزاق ١٠ / ١١٩ ـ ١٢٠