وروي أن مجاهدا قال لطاوس يوما : يا طاوس رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم على باب الكعبة وأنت تصلي في الكعبة وهو يقول لك : اكشف قناعك وبيّن قراءتك ، فانتهره طاوس ، وقال : لا يسمع به أحد. فكأنه أبى أن يبسط في الحديث (١).
قال معمر : قال ابن طاوس : سمعت أبي يقول في قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)(٢) ، هو قوله تعالى (٣) : لا إله إلّا الله في الدنيا وفي الآخرة ، المسألة في القبر.
وقال أبي : «قال ابن عباس وقد رأى رجلا انصرف حين صلى على جنازة فقال : أمّا هذا فقد انصرف بقيراط من الأجر».
وقال عبد الله بن طاوس : مات أبي وعليه مئتا دينار ، فبعث بها ثمن ألف أو ألوف أو نحو ذلك ، فقيل لي : لو أتيت الغرماء فضمنت لهم واستنظرتهم ؛ قال : أو يجوز وأبو عبد الرحمن محبوس عن منزله (٤).
قال عبد الرزاق : وإنما حدثنا معمر بهذا حين ذكر موت ابن سيرين وعليه دين وصنع ابنه ما صنع (٥) ، فقال : كم كان بين طاوس وبين ابن سيرين؟ قال معمر : توفي ابن سيرين وعليه دين فأتى ابن هبيرة وطلب إليه فأعطاه ابن هبيرة بعضه ، فأتى الغرماء وجعل يصالحهم ويستنظرهم.
قلت أنا في الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «صاحب الدين محجوب
__________________
(١) انظره في حلية الأولياء ٤ / ٥
(٢) إبراهيم : ١٤ / ٢٧ ، وتمامها : (... وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ).
(٣) «هو قوله تعالى» ليست في : حد ، صف ، مب. وبدلها : «قال» فقط.
(٤) بقية النسخ : «منزلته».
(٥) «ما صنع» ليست في : حد ، صف ، مب.