ذكر أبي محمد عطاء بن أبي رباح (١) الجندي اليماني
سكن مكة وبها حضرت وفاته ، وهو عطاء بن أبي رباح ويكنى أبا محمد ، واسم أبي رباح أسلم.
وكان مولده بالجند من أرض اليمن ومنشؤه بمكة ، وكان مولى لآل أبي ميسرة بن أبي خيثم الفهري ، وكان فيما ذكر أسود مفلفل الشعر ، أعور ، أفطس ، أشل ، أعرج ، وثم عمي بعد ذلك. وكان معلم كتّاب توفي بمكة سنة خمس عشرة ومئة (وهو ابن ثمان وثمانين سنة فيما ذكر ، وقيل كانت وفاته سنة أربع عشرة ومئة) (٢) وكان المقدم في زمانه ، ويروى أن الصائح كان يصيح على ضفة زمزم ألا لا يفتي بمكة إلا عطاء بن أبي رباح يأمر بذلك أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين (٣) وكان أبو جعفر يقول : عطاء أعلم الناس بالمناسك.
قال حصيف : أعلمهم بالقرآن مجاهد ، وأعلمهم بالحج عطاء.
قال أحمد بن حنبل في (كتاب تاريخه) مات عطاء في سنة خمس عشرة
__________________
(١) «بن أبي رباح» ليست في مب. وانظره في طبقات خليفة بن خياط ٢ / ٧٠٢ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٧ ، وطبقات فقهاء اليمن ٥٨ ـ ٥٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٢
(٢) ما بين القوسين ساقط في صف.
(٣) كذا الأصول كلها ، وهو وهم واضح ؛ فخلافة أبي جعفر المنصور كانت من سنة ١٣٦ ـ ١٥٨ ه والمحقق في وفاة عطاء أنها كانت إما في سنة ١١٤ ه أو ١١٥ ه أو ١١٧ ه كما ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب ٧ / ١٥٨ ـ ٢٠٣ ، ويذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ ١ / ٩٨ أن وفاته كانت في سنة ١١٤ ه أو ١١٥ ه. وينفرد خليفة في طبقاته ٢ / ٧٠٢ بأن وفاته في سنة ١١٧ ه. وطبقات فقهاء اليمن ٨ ـ ٥٩ ، في سنة ١١٥ ه ، وانظر عنه أيضا : طبقات ابن سعد ٢ / ٣٨٦ ، وحلية الأولياء ٣ / ٣١٠ ـ ٣٢٥ ؛ وقد أغفلا ذكر سنة وفاته.