لفت النظر العالمي إلى مدينة صنعاء ، خاصة بعد إصدار المستشرق المعروف (آر. ب. سرجنت) وزميله الدكتور (آر. لوكوك) كتابهما الضخم (مدينة صنعاء العربية الإسلامية) (١) الذي ساهم فيه عدد كبير من المختصين اليمنيين والأجانب.
ومن مطلع هذا العقد الثامن ، كانت الجهود اليمنية الرسمية واهتمام كثير من المختصين العرب والأوروبيين ، قد أقنعت المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بأهمية القيام بحملة دولية لإنقاذ المدينة ، فوافق عليها (المجلس التنفيذي) في مؤتمر اليونسكو العام الذي انعقد في (بلغراد) عام ١٩٨١ م ومن ثمة تم وصول بعثات مختصة لوضع الدراسات العلمية والبحوث الميدانية المتعلقة بمختلف أوجه الحضارة والتراث الفني والمعماري للمدينة. وهكذا توجت تلك الجهود وغيرها بصدور النداء العالمي (للحملة الوطنية والدولية للمحافظة على مدينة صنعآء التاريخية) الذي أعلنه مدير عام المنظمة الأسبق (السيد أحمد مختار أمبو) في ١٩ ديسمبر ١٩٨٥ م ، في مؤتمر كبير ، على هامش مؤتمر وزراء الخارجية للدول الإسلامية المنعقد وقتها في العاصمة صنعاء. وقبيل ذلك كان قد صدر القرار الجمهوري رقم (٧٦) لسنة ١٩٨٥ القاضي بتشكيل (مجلس أمناء الحملة) برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية عدد كبير من الوزراء والمعنيين وغيرهم من مختصين أحدهم كاتب هذه المقدمة ، ومكتب (فني مختص) عين لإدارته ممثل اليمن السابق في اليونسكو الأخ الدكتور عبد الرحمن بن يحيى الحدّاد الذي كان ـ وما زال ـ أحد العاملين المخلصين لإنجاح هذا المشروع الحضاري الوطني والإنساني الكبير ، الذي دخل بذلك أولى مراحله التنفيذية ، خاصة بعد أن تم تسجيل (صنعاء) في (سجل التراث العالمي) في المؤتمر السادس والأربعين للمنظمة
__________________
(١). ١٩٨٣ ، R. B. Searjeant G R, Sanaa Arabian Islamic City, London.