عبد الرزاق ، محمد بن راشد قال : خرجنا حجّاجا في أول ما حججنا فدخلنا على عطاء بن أبي رباح فقال لنا : هل تمتعتم؟ قلنا : لا ، قال : إنا لله (١) هي كانت أحب إلي منكم من عمرة (٢) لو خرجتم بها من بلادكم.
/ عبد العزيز قال : سألت عطاء بن أبي رباح عن قوم يشهدون على الناس بالشرك والكفر ، فأنكر ذلك فيها ، ثم قال : «وأنا أقرأ عليكم نعت المؤمنين (٣) ، ونعت الكافرين ونعت المنافقين ؛ ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم. (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) إلى قوله تعالى (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٤).
ثم قال : هذا نعت المؤمنين (٥) ، وهذا نعت الكافرين (٦) ، وهذا نعت المنافقين (٧)».
وكان عطاء يقول : «إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام
__________________
(١) حد ، زيادة : «وإنا إليه راجعون».
(٢) حد : «أحب إلي مالكم لو خرجتم». صف : «أحب إلي لكم من عمرة لو خرجتم».
(٣) با ، س ، مب : «أمير المؤمنين».
(٤) الآيات : بسم الله الرحمن الرحيم. (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ. وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ. يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ. فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) البقرة : ٢ / ١ ـ ١٠
(٥) الآيات : ١ ـ ٥
(٦) الآيتان ٦ و ٧
(٧) الآيات : ٨ ، ٩ ، ١٠