الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يكون في أمتي رجلان يقال لأحدهما وهب ؛ يهب الله له الحكمة ، ويقال للآخر غيلان ؛ فتنته على أمتي أشد من فتنة الشيطان».
قال وهب : «يأتي على الناس [زمان](١) والرجل الصالح فيهم كالسنبلة في أثر الحاصد وكالعنقاد في أثر القاطف».
أبو محمد ، ابن إسحاق ، علي بن ميمون ، عبد الله بن إبراهيم عن أبيه عن وهب قال : سمعته يقول في أماكن في القرآن في قوله تعالى : (إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ)(٢) قال : «ما كان أقل من المعشار فهو يسمى قليلا». قال : (عبد الله فهو كقوله : خمس ، وربع ، وسدس ، فإذا جاوز عشرا فهو قليل.
قال :) (٣) وأخبرني أبي قال : «المؤمن بين أعداء (٤) أربعة : كافر يقاتله ، ومنافق يبغضه ، وشيطان يضله ، ومؤمن يحسده».
عبد الله قال : قرأت في كتب وهب أو سمعت عن وهب قال عيسى بن مريم عليهالسلام يقول : «بقدر ما تحرث الأرض تلين وبقدر ما تواضعون ترحمون؟ قال : وقال : «الحق أقول : إن الحكمة لا تدع صاحبها حتى يكون في الناس كالمقة من شاء كنس بها ، أو مثل العلك من شاء مضغه».
قال : وقال أبي : إني ما جلست عند وهب قط ولا عند وهيب بن الورد إلّا حدث لي في الدنيا حال غير الحال الذي كنت عنده.
__________________
(١) من : حد ، صف.
(٢) النساء : ٤ / ٦٦ (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً).
(٣) ما بين القوسين ساقط في مب.
(٤) ليست في صف.