ويقول : «إنه ينبغي لكل عاقل أن يكون له أربع آذان (١) [أذنان](٢) سامعتان وأذنان صماوان ، فقيل له : وما الفائدة في ذلك يا أبا عبد الله؟ فقال : أما السامعتان فلكلام العقلاء ، الحكماء (٣) العلماء الفضلاء ، وأما الصماوان فلكلام الجهلاء ، السفهاء ، الآثمة ، الأردياء».
وكان قد ولي القضاء لعمر بن عبد العزيز (٤) بصنعاء ، وكان وهب إمام أهل صنعاء في زمانه ، وكان إماما بصنعاء في قراءة القرآن ، وممن يؤخذ عنهم علم القراءة ، وكان قد قرأ على ابن عباس وغيره من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأخذ عنهم علم القراءة ، وقيل : إن الحجاج بن يوسف الثقفي أمر أخاه محمد بن يوسف وهو يومئذ والي صنعاء واليمن ، بعثه عبد الملك بن مروان إلى هنالك وكان واليا على صنعاء والجند (٥) ؛ أن يقرأ على أفضل من يقرأ (٦) عليه ، فقرأ محمد بن يوسف على وهب بن منبه ، ثم إن محمد بن يوسف أمر وهبا أن يقضي (٧) ويعظ أهل بلده ويذكرهم آلاء الله ونعمه ويخبرهم بأخذه ونكاله ، ويخوفهم ويرغبهم ، فكان وهب على قصص الجماعة ، ثم أضاف إليه عبد الرحمن بن يزيد القاضي ، فكان أحدهما يعظ الغداة من بعد صلاة الصبح والآخر بالعشي (٨) من بعد صلاة العصر / وكان الإمام إذا لم يحضر الصلاة صلى عبد الرحمن بن يزيد القاضي وهو على قصص الجماعة. ثم إن محمد بن يوسف أعفاهما عن القصص. وقيل : بل أقر عبد الرحمن
__________________
(١) ليست في : حد ، مب.
(٢) من : حد ، مب.
(٣) ليست في مب.
(٤) دامت خلافة عمر بن عبد العزيز ثلاثين شهرا بويع بدابق يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة تسع وتسعين وتوفي بدير سمعان لست بقين من رجب سنة إحدى ومئة.
(٥) ولي محمد بن يوسف صنعاء سنة ٧٣ ه.
(٦) حد ، صف ، مب : «يقدر».
(٧) ليست في صف.
(٨) ليست في حد.