فويل لمن قدرته على يديه من خلقي) (١).
وقرأت في الإنجيل فوجدت فيه كذلك.
وحدثني عبد الله بن أحمد بن عبد الصمد قال : حدثني أبي ، قال حدثني أبي عبد الصمد أنه سمع وهبا يقول : «إن التوراة والإنجيل كما أنزلها الله تعالى لم يغير فيها حرف ، ولكنهم يضلون بالتحريف والتأويل ، وكتب كانوا يكتبونها من عند أنفسهم ويقولون : هو من عند الله ، فأما كتب الله تعالى فهي محفوظة لا تحول».
قال عبد الصمد : إن وهبا ولي القضاء لعمر بن عبد العزيز بصنعاء.
قال أبو محمد : حدثنا بسطام عن رجل من أهل صنعاء ، قال : ذكر أصحاب عبد الله أن وهبا قد شهد الموسم وذكروا ذلك عند عبد الله بن عباس فأرسل إليه أن يحضر إليه ، فحضر ، فقالوا : تكلم يا أبا عبد الله ، قال : فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، ثم أخذ في فن واحد من تحميد الله سبحانه وتعيظمه ، فلما فرغ من ذلك نادى المنادي بالصبح على جبل (٢) أبي قبيس. قال : فقال ابن عباس : مجاهد أعلم أهل الحجاز ، ومكحول عالم أهل الشام ، وسعيد بن جبير عالم أهل العراق ، وطاوس عالم أهل اليمن ، ووهب عالم الناس ، وكان هؤلاء عنده جميعا.
حدثني عبد السلام بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن عبد الله النّقوي ، قال : علي بن الحسن ، قال : عبد الله بن محمد ، حدثه أبوه ، قال : حدثني أبي ، قال : محمد بن عمر البصري ، قال : أبو صالح عن أبي يوسف يزيد بن الحكم ، عن وهب بن منبه قال : «صحبت ابن عباس ثلاث عشرة سنة قبل أن يصاب بصره ، وبعدما أصيب فقال / لي يوما يا ابن منبه قدني إلى المسجد الحرام ، قال :
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط في مب.
(٢) ليست في : حد ، صف.