جعلت عاقبته الفقر ، وأيما دار بنيت بقوت الضعفاء جعلت عاقبتها الخراب».
قال : وسمعت وهبا يقول في الألواح التي قال الله : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ)(١) ، يا موسى اعبدني ولا تشرك معي شيئا من أهل / السماء ولا من أهل الأرض فإنهم خلقي كلهم فإذا أشرك بي غضبت وإذا غضبت لعنت ، وإن اللعنة مني تدرك الرابع من الولد. وإذا أطعت رضيت ، وإذا رضيت باركت ؛ والبركة مني تدرك الأمّة بعد الأمّة. يا موسى لا تحلف بي كاذبا! (فإني لا أزكي من حلف بي كاذبا) (٢). يا موسى ، وقّر والديك ، يا موسى : لا تزن ، ولا تسرق ، ولا تولّ وجهك عن عدوي ، يا موسى لا تغلب جارك على ماله (٣) ، ولا تخالفه على امرأته».
وقال : سمعت وهبا يقول : «طوبى لرجل لا يسلك سبيل الخاطئين ، ولا يجالس البطّالين ، ويستقيم على عبادة ربه فمثله كمثل شجرة نابتة على ساقية لا يزال فيها الماء ، يفضل ثمرها الثمار ، ولا تزال خضراء في كل أوان».
قال وهب : «الصدقة تدفع ميتة السوء ، وتزيد في العمر ، وتزيد في المال». قال : سمعت وهبا يقول : «قرأت في كتاب الله عزوجل يقول : إذا كان العبد في طاعتي أعطيته قبل أن يسألني ، واستجبت له قبل أن يدعوني ، أنا أعلم بحاجته التي ترفق به من نفسه».
قال : «وقرأت في كتاب آخر ، يقول الله عزوجل : بعزتي إنه من اعتصم
__________________
(١) الأعراف : ٧ / ١٤٥ ؛ تمامها (... مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ) ، وانظر تفسير الطبري ٩ / ٥٧ ـ ٥٨ ، وتفسير الخازن ٢ / ٢٨٨
(٢) ما بين القوسين ساقط في مب.
(٣) ليست في حد ؛ ومكانها بياض.