فتركه مكشوفا ثمانية أيام ليشهد عليه الناس (١). قال : فرأيت ربضه خمسة أحجار ، وجه حجر ، ووجه حجر ، ووجه حجر ، ووجه حجر ، ووجه حجر ، قال ورأيت الرجل يأخذ العتلة فيهزها به من ناحية الركن فيهتز الركن الآخر ، قال : ثم بناه على ذلك الربض ووضع فيه بابين لاصقين بالأرض شرقيا وغربيا.
قال : فلمّا بناه ابن الزبير ، هدمه الحجاج ثم أعيد على ما كان عليه. قال : فكتب عبد الملك بن مروان : وددت أني تركت ابن الزبير وما يحمل.
قال مرثد بن شرحبيل : فسمعت ابن عباس يقول : لو وليت منه ما ولي ابن الزبير لأدخلت الحجر كله في البيت فلا يطاف بهذا إذا لم يكن في البيت.
حدثني الحسين بن محمد ؛ قال : حدثني (٢) محمد بن أحمد ، قال أبي أحمد بن عبد الله قال : حدثني يعقوب بن كثير الربعي قال : حدثني المغيرة بن إبراهيم البصري ، قال حدثني مسلمة بن علقمة إمام مسجد داود بن أبي هند. قال : أخبرنا داود بن أبي هند ، قال : لما هدم ابن الزبير البيت قال : اطلبوا من العرب من يبنيه ، فلم يجدوا ، فقال ابن الزبير : استعينوا بأهل فارس فإنهم ولد إبراهيم ، ولن يرفع البيت (٣) إلّا ولد إبراهيم.
__________________
(١) بعد حريق الكعبة هدمها ابن الزبير لإعادة بنائها وكان هدمها يوم السبت النصف من جمادى الآخرة سنة ٦٤ ه. أخبار مكة ١ / ٢٠٦ ـ ٢١٢
(٢) حد ، صف ، مب : «أخبرني».
(٣) ليست في س.