العالمية الذي انعقد في (صوفيا) في خريف ١٩٨٥ م ، حيث وافقت (اللجنة الدولية لحماية التراث العالمي) بكامل أعضائها التي تزيد عن تسعين دولة ، على ذلك التسجيل (باعتبار صنعاء تراثا عالميا يستحق تضافر الجهود الدولية على حمايته وصيانته) ، وكان لي يومها شرف رئاسة وفد الجمهورية العربية اليمنية إلى ذلك المؤتمر المميّز حين كنت وزيرا للتربية والتعليم.
وأخيرا جاء معرض (ميونيخ) البديع عن اليمن بعنوان (ثلاثة آلاف عام من الحضارة والفن) في أبريل ١٩٨٧ م ، فكان إبرازا لصنعاء وتتويجا للجهد الكبير الذي بذل عبر سنوات لإنجاز المعرض وكان من ثماره أيضا صدور مجلد كبير عن اليمن يحمل نفس عنوان المعرض تضافرت في كتابة فصوله السبعة والأربعين نخبة من المختصين والباحثين يمنيين ومستشرقين وصدر بالألمانية والإنجليزية (وتحت الطبع بالعربية) بتحرير الدكتور و. دوم Werner Daum الذي رأس فريق إعداد المعرض الناجح وجمع نفائسه من اليمن وعدة متاحف عالمية بالتعاون مع الحكومتين اليمنية والألمانية. وبعد أن حقق المعرض نتائج باهرة حيث زاره آلاف الزوار جرى نقله إلى (أمستردام) وافتتح رسميا في أوآخر ديسمبر / كانون الأول ١٩٨٨ م ، وما زال ـ حتى كتابة هذا ـ يحقق نجاحا كبيرا ..
* * *
وبالعودة إلى كتابنا (تاريخ مدينة صنعاء) ، نستطيع الزعم ، أن دوره في كل ذلك كان كبيرا ، فهو لم يلفت النظر إلى تاريخ المدينة القديم المنسوخ من الأساطير والحقائق من قبل الإسلام إلى القرن الخامس للهجرة / الحادي عشر للميلاد ، فحسب ، بل أصبح أول المصادر فيما كتب ويكتب من الدراسات والبحوث عن صنعاء وتاريخ اليمن منذ صدور طبعته الأولى. وحين انعقد مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية المشار إليه كان هدية وزارة الثقافة والإعلام