فصل
في ذكر ما شاهدناه في زماننا من آيات الله سبحانه
فإنه لما كان ليلة السبت أول يوم من شهر صفر سنة تسع وتسعين وخمس مئة تناثرت النجوم الشهب نجوم كثيرة على هيئة الشهب التي ترى (١) في العادة ، حتى إن الواحد (٢) في هذه الليلة يقلب طرفه في السماء فيرى بالنظرة الواحدة ما لا يقدر أن يحصيه عددا ، وهي تمر شرقا وغربا وجنوبا. [وقد امتد ذلك من](٣) صنعاء إلى عدن وزبيد ومخاليفها ، ولم أعلم هل نظرت (٤) في غيرها أم لا. فبقي ذلك من دخول ساعة من أول الليل إلى قريب طلوع من الفجر ، إلّا النجوم المعروفة فإنه لم ير (٥) لها تحول عن مكانها.
ورأيت في بعض تفاسير القرآن أنه اجتمع تناثرها هكذا في بعثة النبي صلىاللهعليهوسلم وذلك بعد مبعثه بعشرين يوما ، وأكثر من نظرها / قريش نظروها يرمى بها ، وكانت بعثته صلىاللهعليهوسلم يوم الإثنين لعشر خلون من ربيع الأول.
__________________
(١) الأصل : «ترا».
(٢) يريد : الإنسان.
(٣) ذهب التصوير بحوالي سطر استدركنا ما ذهب من قرة العيون ١ / ٤٠٦ وجعلناه بين معقوفين. وقد ذكر الجندي مثل هذا الخبر ونقله عنه ابن الديبع في معرض ما حدث في زبيد سنة ٦٠٠ ه.
(٤) يريد : هل شوهدت في غيرها.
(٥) الأصل : «لم يرا».